الجمهورية
مؤمن ماجد
قمامـــــــــــــة
زهقت من السياسة.. وقررت ان أكتب عن الزبالة.. واكتشفت أنني لم ابتعد كثيراً لأننا نتعامل مع الحياة السياسية بنفس طريقة التعامل مع الزبالة.. "طظ".
من فضلك توقف دقيقة واحدة وانظر إلي الشارع من حولك.. المخلفات في كل مكان.. القبح يطاردك.. أكياس البلاستيك تتطاير من حولك.. الروائح الكريهة تكتم أنفاسك.. ومع ذلك "طظ".
اعتدنا علي عدم النظافة لم تعد القاذورات تثير الاشمئزاز.. أصبحت جزءاً أصيلاً من الصورة.. قائدو السيارات يلقون المخلفات من النوافذ.. المارة يرمون أعقاب السجائر والمناديل الورقية وبقايا الساندويتشات في الشارع.. أكياس القمامة تنتقل من الشقق إلي أقرب مكان في الطريق.
الحكومة مسئولة عن النظافة.. ولكن الناس هم الأكثر مسئولية.. الدولة لا تضع صناديق للقمامة ولو وضعتها اما ان يتم سرقتها أو تكون بلا استخدام لأن ثقافة النظافة ليست موجودة.
زمان كانت المحلات "ترش" المياه كل صباح وتكنس الطريق.. الآن كل ما تفعله المحلات ان تنقل القمامة من أمامها إلي موقع آخر.. الشوارع زبالة.
عمال النظافة يتقاضون الملاليم.. ويوافقون لأن بدلة عامل النظافة ترخيص رسمي للتسول لذلك لا يقوم بوظيفته ولا أحد يراقبه ولذلك ليس هناك أحد مسئول عن نظافة الشارع الا المواطن.
والمواطن لا يهتم كثيراً بالنظافة لأنه مهموم بلقمة العيش وغلاء الأسعار ومصاريف المدارس.. هو في خصومة مع الدولة وكأنه ينتقم منها.
القضية معقدة ويجب ان نبحث عن حلول لأن من حقنا ان نسير في شارع نظيف وان نشم هواء بلا تلوث.. وإذا لم نتخلص من "طظ".. سنبقي نعيش في الزبالة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف