الأهرام
هانى عسل
للأقصى رب يحميه!
الأقصى يستغيث ولا أحد يجيب.الأمم المتحدة لا تعنيها إهانة المقدسات، وأمريكا لا ترى في تدنيس مسجد أي انتهاك لحقوق الإنسان، وأوروبا فمشغولة بورطة اللاجئين، ومن بقي من العرب بعد الربيع الأسود يحاول قدر استطاعته بالجهود الدبلوماسية إقناع دول كبرى بالتدخل لتهدئة الثور الإسرائيلي الأهوج.
أما الخونة والمنافقون الذين يتمسحون بالإسلام فهم الأكثرية على الساحة : حماس مثلا، الأقرب إلى المواجهة والأكثر صياحا، وصاحبة الـ30 ألف فدائي إياهم، لم تطلق حتى الآن رصاصة واحدة على إسرائيل دفاعا عن الأقصى، بل لم يصدر عنها بيان «يوحد الله»، وكل ما صدر عنها على مدى أسبوع تصريح لأحد قيادييها يقول إن حماس لن تسكت طويلا على الاعتداءات الإسرائيلية!!.

حزب الله في لبنان مشغول في ثورة «النفايات» التي نأمل ألا تتحول إلى «ربيع» آخر! إيران، صاحبة فيلق القدس، والتي تتوعد بمحو إسرائيل، تلهث الآن وراء بيع مخزونها البترولي لخفض سعره عالميا وضرب اقتصاديات الخليج لصالح أمريكا.

داعش مشغولة بإنتاج فيديوهات الذبح والحرق وجهاد النكاح بتقنيات أعلى من تقنيات بث الدوري الإسباني! جماعة الإرهابيين «اللي رايحين القدس بالملايين» مشغولة بشراء ذمم الإعلام الغربي لشتيمة مصر.

أنصار «بيت المقدس» أصيبوا بـ«الحول» منذ زمن، واكتفوا بما حققوه من «جهاد» في حلوان والمطرية والهرم! وحتى قناة «الجزيرة» نفسها توقفت عن ممارسة هواية زمان وشعارات «أين العرب»، و«أين الحكام العرب»، لأن قطر وحكومتها مشغولان الآن بالتفاوض مع إسرائيل لسداد فاتورة وقود غزة لإنقاذ حكومة حماس من مظاهرات الكهرباء، فغزة أهم من الأقصى!.

أما نشطاء ومناضلو «الكوفية الفلسطينية» في بلادنا، فهم غارقون في غيبوبة دولتهم الموازية على الفيسبوك، ولم تعد القضية بالنسبة لهم سوى «كوفية».. لن يحمي الأقصى سوى ثبات المرابطين، ولن يوقف الاعتداءات إلا الجهود الدبلوماسية المخلصة من مصر والسعودية والأردن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف