الأهرام
سهيلة نظمى
وتكالبت الهموم
هل تظنون يا معشر المسلمين فى العالم ، يامن ستقفون على عرفات الله تدعون لذويكم و تتذكرون الأقصى خطفا وتبكون عليه عرضا ، ثم تعودون لأوطانكم وكأن شيئا لم يحدث، أن إسرائيل تنازلت عن حلمها -المرسوم على خريطة علقتها على حوائط الكنيست-بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات؟

من يظن ذلك فهو إما أعمى البصر أو البصيرة وإما جاهل أو غافل أو تلهيه تجارة مع غير الله أو باع القضية لدنيا يصيبها أو كرسى يحرص عليه أو ملك يخاف ضياعه ، أو ذرية يخاف عليها و غير ذلك كثير مما ظهر وبطن من ذل وهوان وضعف وحب للدنيا وشهواتها أصاب أمة الإسلام فتخلت عن الأقصى منذ 67 عاما فغضب الله عليها وابتلاها بحروب أهلية وتمزقت شيعا وأحلافا يضربون رقاب بعض فتخلوا عن أوطانهم وتحالفوا مع أعداء الأمة الذين دربوهم فى معسكراتهم وأمدوهم بسلاحهم وإمعانا فى الخديعة سموا أنفسهم أنصار بيت المقدس وغيرها من مسميات كثيرة بريئة منهم فأين هم من نصرة القدس واليهود يعربدون فيه ويستحلونه يوما وراء يوم حتى إنى أخاف من يوم أصحو وقد تهدمت أسوار القدس التاريخية وقطعت طرق الوصول لحى المصرارة ومنطقة باب العمود وتغير اسم شارع السلطان سليمان وباب الساهرة وباب الأسباط واختفت شوارع وأزقة البلدة القديمة المؤدية للأقصى المبارك ومثلها المفضية لمدينة الصلاة وثالث الحرمين ومسرى رسول الله .

كل ذلك والعدو مازال يهييء لنفسه كل الظروف للحفاظ على كيان دولته فقد احتلت إسرائيل سيناء مرتين واحدة فى 1956 ثم أعادتها بعد شهور ثم أعادت احتلالها فى 67 ويومها قال بن جوريون لديان إن المصريين سيستردون أرضهم فى أقل من عشر سنوات وهو ما تحقق بالفعل لأن مصر دولة قوية بشعبها المتماسك وجيشها القوى وبعد 73 أدركت إسرائيل أن القصة ليست فى احتلال الأرض ولكن فى إقامة الحدود الآمنة لهذا الكيان السرطانى ،وهو ما سنفصل همومه الأسبوع المقبل .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف