إذا كان اختيار وزراء الحكومة أو المحافظين ليس بأيدينا، فاختيار الأهم وأعني نواب البرلمان مازال بأيدينا. تعالوا نتعاهد علي ألا نسمح بدخول مجلس النواب، أي فاسد أو منافق أو باحث عن منفعة ذاتية أو حصانة. نريد برلمانا خالياً من محترفي الرقص، والمطبلاتية والمهلباتية، ورجال كل العهود. نريد مجلس نواب حقيقيا يمثل الشعب الكادح. يناقش كل ما صدر من قرارات بقوانين ويقرها أو يعدلها بما يحقق مصالح الوطن والمواطن. نريد من يستطيع أن يحاسب الحكومة بجدية، لا أن يتم الأمر بشكل تمثيلي، ينتهي بالانتقال إلي جدول الأعمال. لا نريد حزبا مسيطرا أو حتي مجموعة أحزاب. نريد برلمانا وطنيا يضم نوابا شرفاء. يعارضون ما يستحق المعارضة ويؤيدون ما يجب تأييده. لا نريد قطيعا يحركه أصبع شخص واحد، قصيرا كان أو طويلا، فقد انتهي زمن مبارك ورجاله إلي غير رجعة. اعزلوا مرشحي المصالح وفلول الاستبداد والفاشية. لا نريد من يذكرنا بالسنوات والأيام السوداء التي عشناها في ظل مبارك ومرسي. نريد برلمانا يستطيع أن يسحب الثقة من الحكومة، بل والرئيس نفسه. نريد كيانا يفخر كل من أدلي بصوته أنه شارك في انتخاب أعضائه. حكم عقلك وقلبك. انس علاقات القرابة والزمالة والصداقة. اختر من تراه الأصلح والأجدر والأنقي، علما وخبرة وخلقا وذمة وسلوكا. تعالوا نعاهد الله علي اختيار مجلس نواب يمثل الأمة، فمصلحة مصر العزيزة، فوق كل المصالح الفئوية والقبلية والطائفية والشخصية. اسمع ما يقوله كل مرشح، حلل ما تسمع، واسأل عن مؤهلات الشخص وتاريخه وسيرته. وفي النهاية حدد وانتخب، من تراه مناسبا للمشاركة بصدق وإخلاص في بناء مصر التي نحلم بها.. «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».