في عيد الأضحي.. كل عام وأنتم بخير.. هناك جزار وضحية.. وفي مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر الليلة.. سيكون هناك جزار.. وضحية.. تري من سيكون الجزار.. ومن سيكون الضحية.. الأحمر.. أم الأبيض؟!!
لا نقارن بين المناسبتين.. العيد.. والكأس.. لأنه لا وجه للمقارنة.. فمناسبة عيد الأضحي لها جلالها وقدسيتها.. ومباراة القمة لها جماهيريتها بما تحفل به من إثارة ومنافسة بين القطبين علي مدار السنين منذ عرفت مصر كرة القدم.
كنا لا نتمني أن تتزامن هذه المباراة مع احتفالات المسلمين بعيد الأضحي والعشر الأوائل من ذي الحجة حتي يتفرع الجميع للعبادة وذكر الله.. ولكن تقول إيه للجالسين علي كراسي الجبلاية الذين يتحججون بازدحام الجدول الكروي والارتباطات المحلية والدولية.
عموماً فرضت علينا هذه القمة الكروية.. في هذه الأيام المباركة برغم محاولات البعض وخاصة مرتضي منصور الذي نوي أداء فريضة الحج والذي كان قد طالب بتعديل موعد المباراة بحيث تقام بعد إجازة العيد وعودة الحجاج من الأراضي المقدسة.. وهذا هو الظاهر.. ولكن الباطن هو خوفه من مقالب الزمالك الباردة لجماهيره في الأعياد.
السحر
ليس هذا فقط ولكن يخشي المستشار السحر.. برغم أننا في أيام مباركة لا ينفع فيها السحر.. فهو قد تحدث عن السحر في مباراة القمة الأخيرة في ختام الدوري والتي فاز فيها الأهلي 2/صفر وظهر الزمالك بطل الدوري فيها مشلولاً وعاجزاً عن مجاراة غريمه التقليدي.
نقول دائماً إن مباريات القمة لا تخضع لمقاييس أو معايير ونتائجها دائماً تكون في علم الغيب.. ولكن التفوق الأحمر علي الأبيض واضح ليس في السنوات الأخيرة ولكن منذ عقود خصوصاً في الكأس.. والزمالك منذ 56 عاماً وهو ضحية الجزار الأحمر!!
لكن هذا ليس معناه أن الكأس ستكون الليلة حمراء.. فقد ينتفض الزمالك ويرفض أن يكون ضحية جديدة قبل العيد.. لكن هذا إذا استطاع أن يتخلص من عقدة اللون الأحمر "لون الدم" التي تترسخ من موسم لآخر.
لا حديث بين الجماهير إلا عن هذه القمة لدرجة أن التشكيل الوزاري الجديد وحكومة شريف إسماعيل لم تكن علي رأس اهتمامات الغالبية العظمي من الشعب مثل مباراة القمة التي خطفت الأضواء.. فالناس لم تجد الجديد في تشكيل الوزارة لأنها وزارة مؤقتة مثل كل الوزارات السابقة.
كما خطفت القمة الأضواء والاستعدادات للانتخابات البرلمانية برغم أنها كانت حديث الحارة والشارع في أرجاء المعمورة وأن عدد المرشحين الكرويين والرياضيين يفوق عدد لاعبي الأهلي والزمالك الذين سيلعبون الليلة.
لم يستطع المستشار اكتشاف سحر الأهلي برغم أنه واضح.. وهو الجمهور الذي يذهب بالآلاف في التدريب لتشجيع اللاعبين وخاصة قبل المباريات المهمة.. وفي الوقت الذي يعرف فيه محمود طاهر كيف يستثمر جماهير الألتراس.. يناصب مرتضي منصور العداء لـ "الوايت نايتس".. صحيح أن هناك داخل الألتراس والوايت نايتس متعصبون ومتهورون ومغرضون.. إلا أن الغالبية العظمي من هذه الجماهير مسالمة وتحب فريقها ولاعبيه.
يكمن سحر الأهلي ايضا في روح الفانلة الحمراء التي تميز لاعبيه علي مدار عقود.. فالأهلي دائماً يتغلب علي مشاكله ونواقصه بهذه الروح العالية وهو ما شاهدناه في الأسابيع الأخيرة للدوري التي كاد خلالها الفريق يهز كيان منافسه التقليدي.. ولكن التأخر في التخلص من الخواجه الأسباني جاريدو لم يمكنهم من الوصول للهدف.
يكمن سحر الأهلي كذلك في الجانب المعنوي الذي اكتسبه اللاعبون من كثرة فوزهم علي منافسهم حتي لو كانوا أقل منه في المستوي الفني.. بدليل أن الزمالك لم يحقق أي فوز علي الأهلي في السنوات العشر العجاف سوي مرة واحدة عندما لعب الأهلي بالاحتياطيين والناشئين بعد حسم بطولة الدوري.
المارد الأبيض
** علي الجانب الآخر فإن الزمالك هذه المرة في قمة عيد الأضحي يطمع في التخلص من كل العقد.. ولما لا فهو حالياً يعيش أزهي عصوره.. حصل علي بطولة الدوري عن جدارة واستحقاق ووصل لنصف نهائي الكونفدرالية عن جدارة واستحقاق ايضا ونجح في إبرام صفقات ناجحة جداً مثل كهربا وحمودي وعبدالخالق لكن هل يتمكن هؤلاء من حل "عقدة" الأهلي خاصة أن من بينهم من كان يمثل عقدة للأهلي عندما كانوا يلعبون في أنديتهم مثل كهربا الذي سجل من قبل في شباك الأهلي.. وحمودي وعبدالخالق وطارق حامد الذين كانوا يحرجون الأهلي في أكثر من مواجهة مع سموحة.
مبروك وفيريرا
الليلة.. سيكون هناك ضحية.. إما فتحي مبروك.. وإما فيريرا.. فكلاهما علي المحك.. وقد تعصف الهزيمة بأحدهما.
فتحي مبروك تم التجديد له لموسم بعد شد وجذب داخل المجلس الأحمر واللجنة الكروية.. ونجحت الكفة المؤيدة له في الضغط من أجل استمراره لموسم جديد بعد نجاحاته مع الفريق برغم أن الجبهة الأخري المناوئة له تتهمه بعدم الحسم مع كبار النجوم بدليل ظهور خلافات كثيرة علي السطح مع أكثر من نجم.
يتميز مبروك باتباع طريقة هجومية وبرغم أنه كان مدافعاً عاني الفريق من ثغرات دفاعية واضحة كانت سبباً في استقبال شباكه أهداف كثيرة لم يعتاد الأهلي عليها من قبل.
أجاد مبروك التعامل مع الزمالك في مباراة القمة الأخيرة وتمكن من شل مفاتيح خطورته وضغط عليه في نصف ملعبه.
فهل يستطيع مبروك أن يستمر في تفوقه علي فيريرا وينتزع منه فوزاً جديداً بعد دعم فريقه بصفقات من نوع السوبر.. والتي قد يستفيد من بعضها وليس كلها كما استفاد الزمالك من كل صفقاته الجديدة.. أم يضيع الأمل.. وتعود الأصوات المعارضة للمطالبة بعودة الخواجه المنقذ جوزيه؟!!
أما الخواجه فيريرا فهو علي صفيح ساخن وهناك حالة من الشد والجذب بينه وبين رئيس النادي مرتضي منصور.
والأيام الأخيرة شهدت خلافاً واضحاً خاصة بعد نجاة المارد الأبيض من فم سموحة بركلات الترجيح في نصف نهائي الكأس واتهم مرتضي منصور فيريرا بأنه أخطأ عند رفض التعاقد مع مهاجم افريقي لتعويض رحيل عبدالله سيسيه وخالد قمر وأحمد علي ومواجهة الصفقات الهجومية الحمراء الممثلة في الغاني أنطوي والجابوني ماليك إيفونا.. اتهمه ايضا بمحاولة تدمير الحاوي أيمن حفني.
الاتهامات ضد فيريرا لا تتوقف عند هذا الحد.. بل هناك من يتهمه باتباع طرق دفاعية حتي مع الفرق الصغيرة ولكن البعض الآخر يري أن بعض المدربين العالميين يلجأون لمثل هذه الطريقة أحياناً كثيرة خاصة مع المنافسين الأقوياء.
بصرف النظر عمن سيكون الجزار والضحية.. والفائز والمهزوم.. فإن مباراة الليلة لن تكون الأولي والأخيرة فقط نريدها مثالية في كل شيء في الأخلاق والروح الرياضية وفنون الكرة.
الكأس الـ ..19 لمن؟!
يلتقي الأهلي والزمالك اليوم في نهائي كأس مصر للمرة التاسعة عشرة في تاريخ المسابقة منذ انطلاق المسابقة في موسم 1921/1922 وخلال 18 مباراة سابقة بينهما في النهائي فقط فاز الأهلي في 9 نهائيات وفاز الزمالك في 6 مباريات بينما انتهت 3 مباريات بالتعادل.
ولم يحتسب في تلك المباريات النهائي الذي كان يفترض أن يقام عام 1943 بين الفريقين وتم إلغاؤه ليتقاسم الفريقان الكأس بسبب مشاركة الفريقين في بطولة في فلسطين وجاءت نتائج المباريات النهائية بين الأهلي والزمالك كالتالي:
* عام 1928: فاز الأهلي 2/.1
* عام 1931: فاز الأهلي 4/.1
* عام 1932: فاز الزمالك 2/.1
* عام 1935: فاز الزمالك 3/صفر.
* عام 1938: انتهت المباراة بالتعادل 1/1 ولم يكن معمولاً بنظام الحسم بركلات الترجيح وأعيدت المباراة وفاز الزمالك 1/صفر.
* عام 1942: فاز الأهلي 3/صفر.
* عام 1944: فاز الزمالك 6/صفر.
* عام 1949: فاز الأهلي 3/1 بعد وقت إضافي.
* عام 1952: فاز الزمالك 2/صفر.
* عام 1953: فاز الأهلي 4/.1
* عام 1958: تعادل الفريقان صفر/صفر ثم أعيدت المباراة وتعادلا 2/2 في الوقتين الأصلي والإضافي وتم لعب شوط خامس من 15 دقيقة واستمر التعادل ليتقاسم الفريقان الكأس.
* عام 1959: فاز الزمالك 2/.1
* عام 1978: فاز الأهلي 4/.2
* عام 1992: فاز الأهلي 2/.1
* عام 2006: فاز الأهلي 3/صفر.
* عام 2007: فاز الأهلي 4/.3
* عام 2015: ؟؟؟؟؟؟؟.