الجمهورية
طارق الأدور
قمة السحر والشعوذة
أكتب هذا المقال قبل دقائق قليلة من مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر. ولذلك لن أتطرق للمباراة من الناحية الفنية لأن هذا المقال يأتيكم بعد نهايتها بحكم ظروف الطبع. ولكني أبدي دهشتي مما أراه حولي من تصريحات وتصرفات قبل القمة وكأننا في حفلة زار وحولنا المباخر.
لم أصدق نفسي وأنا أري تصريحات رئيس نادي الزمالك بأن منافسه يفوز بالسحر والشعوذة وأنه سيقوم بفك الأعمال حتي يتمكن فريقه من الفوز علي منافسه التقليدي. ثم شاهدت بعدها لقطات عبر فيس بوك في استخدام بول الماعز لفك العمل.
لهذه الدرجة وصل بنا الفكر في القرن الحادي والعشرين وعدنا للوراء قروناً في وقت أصبح العالم يسير به بالعلم في كل المجالات وأهمها الرياضة.
علي الفور تذكرت ما يحدث في كواليس مباريات الدربي العظمي في العالم وأبرزها دربي الكرة الأرضية بين ريال مدريد وبرشلونة. شاهدت برامج تتناول شرحاً لموازين القوي الفنية وعرضاً لنقاط القوة والضعف في كل فريق وكيفية استغلال كل فريق لنقاط ضعف الآخر. وشاهدت تقارير علي لسان المدربين عن التشكيل المتوقع وكيف يعالج كل مدرب غياب عناصره الأساسية.
شاهدت ايضا تقارير عن الجماهير وكيف تعيش اللحظات الأخيرة قبل المباراة وما هي ذكرياتها عن الكلاسيكو. شاهدت عروضاً لأهداف تاريخية تبرز مهارات النجوم. شاهدت نجوم القمة يحكون كيف يعيشون الدقائق السابقة للقاء وما هي الأطعمة التي ينصح بها الجهاز الطبي قبل المباراة.
شاهدت كل هذا ثم استيقظت علي كابوس مزعج وأحد أشباح الزار يحاول إبطال عمل عن طريق بول الماعز.
هل هذا معقول يا سادة ومقبول أن يتناوله الإعلام ويعرضه علي شبابنا الذين هم القوام الأكبر لجماهير الكرة في مصر؟؟؟
الأمر لم يعد يطاق بعد مسلسل السب والقذف عمال علي بطال وفي كل وسائل الإعلام في مجال الرياضة الذي يفترض أن يكون مجالاً للتسامح والروح الرياضية السامية والألفة والبهجة بين الشباب.
وإذا كان الكثيرون من المسئولين في المجال الرياضي غير قادرين علي إيقاف هذه المهازل التي دخلت إلي مجال الرياضة من الباب الواسع. فقلمي هذا لن يقصف لمحاربة هذه الظواهر الغريبة عن ملاعبنا حتي يعود الحب والوئام إلي معشوقنا كرة القدم وسلم لي علي السحر والشعوذة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف