المساء
خالد امام
شركاء.. وأصدقاء
زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر جاءت في وقت مهم جداً.. وجهت رسائل كثيرة للكافة ودشنت حقبة جديدة من التعاون الثنائي في شتي المجالات.. ويقيني ان كل هذا كان بمثابة ضربة قوية للتحالف الغربي ضدنا والذي تقوده امريكا وطعنة في القلب لكبريائها وصفعة مدوية علي وجه اذنابها في قطر وتركيا وعملائهما من الاخوان والتنظيمات الارهابية التي خرجت من رحمهما مع اختلاف اسمائها.
جاءت في وقت مهم جداً انغمست فيه امريكا حتي اذنيها في مؤامرات لاسقاط مصر وان لم تظهر بشكل صريح ومباشر علي ساحة العداء.. فقد خططت وتركت التنفيذ للدلاديل ومن لادين له.. ولكن خاب مسعاها في الاول ثم ها هو يخيب ثانية.
والرسائل لاتُعد ولاتُحصي.. منها علي سبيل المثال ان لاشيء سوف يثني مصر وروسيا عن المضي قدماً في الشراكة الاستراتيجية.. فلا القلاقل التي اصطنعتها امريكا في اوكرانيا منعت بوتين من زيارة مصر. ولا التفجيرات في سيناء وغيرها ولا المؤامرات الخسيسة التي توجت بأحداث مباراة الزمالك وانبي افشلت الزيارة التي تمت علي اكمل وجه واحلي صورة.
منها ايضاً.. ان السياسة الدولية ليست حكراً علي قطب واحد وان مصر وروسيا لاعبان اساسيان في حل جميع القضايا الاقليمية.. شاء من شاء وابي من ابي.
ومنها كذلك ان الارادة المصرية لايمكن بأية حال ان تخضع لاوامر خارجية او تخنع لابتزاز هذا او ذاك مهما كانت الضغوط او المغريات.
وهناك رسالة سوف تقض حتماً مضاجع الغرب كله ومن يدور في فلكه هي قول الرئيس بوتين: "ان المصريين شركائي واصدقائي.. وروسيا شريك آمن وصديق موثوق به لمصر".. وقد زاد من عمق المعني وصدقه وخطورته علي المصالح الغربية ابتسامة الرضا العريضة علي وجه الرئيس السيسي بعدها.
والزيارة دشنت حقبة جديدة من التعاون العسكري والامني والاقتصادي والصناعي والتجاري والسياحي والتعليمي.. و.. و.. وفي مجال الطاقة النووية والنفط.. وقد استند هذا التعاون إلي اسس عميقة اهمها رصيد روسيا في نفوس المصريين والذي يمتد لأكثر من 60 عاماً.
ان هذه الزيارة التاريخية بحق في مجملها من حيث التوقيت والمباحثات والمعاهدات الموقعة بين البلدين والمؤتمر الصحفي المشترك للرئيسين وما تضمنه تقول لامريكا وخندقها المعادي ان مصر منفتحة علي كل بلاد العالم وان علاقاتها مع الجميع تحكمها المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وان احداً لن يستطيع ان يُهيمن علينا او يُملي ارادته علي قرارنا او يأمرنا فنطيع او يتعامل معنا من خلال "مندوب سامي" بدرجة سفير.. فلسنا ولاية امريكية او مقاطعة اوروبية او "كانتون" صهيوامريكي مثل قطر او ضيعة للفرفشة والمزاج مثل تركيا.
مصر قرارها من شعبها ويفوض فيه قيادته السياسية التي اختارها. وجيشه خير اجناد الارض.. وسيظل خير الاجناد إلي يوم الدين ولو كره الظالمون والحاقدون.
فليخسأ المنبطحون والذين في قلوبهم مرض.



تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف