فتحى حبيب
اللهم بلغت .. الأقصي ينادينا
ساعات قليلة ويهل علينا عيد الأضحي المبارك الذي يجسد معاني عظيمة في الإيمان والتضحية والفداء يجدر بنا أن نتأملها وفي الوقت نفسه يجب علينا ألا نسرف في الاحتفال بالعيد وأن نتذكر أن هناك مسلمين لا يستطيعون الاحتفال بهذا اليوم ويعيشون مآسي عديدة لا تجعلهم يشعرون للعيد بطعم وأفضل العبادات أن نقضي العيد في تدبر أحوالهم وماذا كنا سنفعل لو كان الابتلاء من نصيبنا - لا قدر الله -.
ما يحدث في القدس الشريف مثال واضح علي ذلك حيث يقضي اشقاؤنا المسلمون هناك العيد ومنذ اليوم الأول لاحتلال شرق القدس قبل أكثر من 48 سنة في التصدي بأيديهم العزلاء لعصابات إجرامية تسعي إلي النيل من المسجد الأقصي.
لقد تصاعدت اعتداءات المستعمرين الصهاينة بشكل خطير في الأيام الأخيرة تمهيداً للخطة المعلنة منذ سنوات لتقسيم المسجد الأقصي بين المسلمين واليهود وتمهد إسرائيل لهذا التقسيم بترديد مفهوم خاطئ بأن الجامع الجنوبي في الحرم الشريف هو المسجد الأقصي بينما الحقيقة أن المسجد الأقصي مفهوم مرادف للحرم الشريف والسبب واضح هو ترويج مزاعم كاذبة بأن إسرائيل عندما تقوم بالتقسيم المكاني لم تقترب من المسجد الأقصي!!!
والمسلمون في فلسطين في الحقيقة عندما يدافعون عن المسجد الأقصي وعن القدس الشريف فإنهم يدافعون أيضاً عن مكة والمدينة لأن المصيبة الكبري كانت إعلان اليهود والصهيونية عن أطماعهم في مكة والمدينة لا يخفونها وتمتلئ كتبهم بأحاديث عما تعرض له أجدادهم في المدينة علي أيدي محمد الذي قتل أعداداً منهم وشرد أعداداً أخري إلي آخر الأكاذيب التي يرددونها وكان رئيس وزراء إسرائيل الراحل - إلي جهنم وبئس المصير- إسحاق شامير يردد دائماً في أحاديثه أنه لن ينسي لمحمد ما فعله باليهود!!
وطبيعي أن مثل هذا الموقف لابد أن يترجم إلي أطماع في مكة والمدينة كعادة اليهود ولو حقق اليهود أطماعهم في القدس اليوم فلن نستبعد أن تحلق طائراتهم فوق الكعبة والمسجد النبوي غداً والأمر في حاجة إلي أحد كتاب الخيال ليتخيل أن اليهود احتلوا مكة والمدينة وبدأوا في تهويدهما وطرد سكانهما وملئهما وجبل عرفات بالمستوطنات ووضع خطة لتقسيم الكعبة والمسجد النبوي بين المسلمين واليهود وبدأوا في ملء مكة والمدينة بالمستعمرات اليهودية.. إنه خيال مفزع ولكن أطماع الصهاينة والربيع العربي وما أعقبه من تفتيت بعض الدول العربية واشتعال نيران الحروب بين شعوبها جرس انذار شديد لوقوف جميع الدول العربية والإسلامية صفاً واحداً للدفاع عن الأقصي الذي ينادينا حكومات وشعوباً لتحريره من أحفاد القردة والخنازير.