ملاحظة أوردها السياسي المصري المخضرم الدكتور بطرس غالي. من خلال تعدد مناصبه الدبلوماسية كوزير للشئون الخارجية في مصر. ثم توليه مسئولية الأمانة العامة للأمم المتحدة. وأمانة الفرانكفونية. فضلا عن إسهاماته في إثراء الفكر السياسي المعاصر من خلال أستاذيته في الجامعة ورئاسته لتحرير مجلة "السياسة الدولية" ومشاركاته المهمة في الكثير من المؤتمرات العالمية.
الملاحظة تتصل بغياب الدور الإقليمي لأقطار الوطن العربي في درء الأخطار التي اغتالت. ودمرت. وشردت. ودفعت الملايين إلي محاولة الفرار بحياتهم.
التكتلات والمنظمات الإقليمية إضافة مهمة إلي أنشطة الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومجلس الأمن. والهيئات التابعة للمنظمة العالمية. وثمة منظمات إفريقية وآسيوية وأمريكية لاتينية وأوروبية. لها أنشطتها المهمة في مسار أحداث العالم. ولا أغفل مجلس التعاون الخليجي الذي يحاول أن يؤدي دورا إيجابيا في التخلص من المؤتمرات والصراعات الإقليمية والدولية التي فرضت علي المنطقة!
لعلنا نستطيع تبين أداء المنظمات الإقليمية في التحرك السريع لدول الاتحاد الأوروبي إزاء الهجرة الجماعية إلي دول المنطقة. عقدت اجتماعات عاجلة للرؤساء. دون إجراءات بروتوكولية لا معني لها. اتخذت قرارات. رحبت فيها معظم دول الاتحاد بمبدأ الحصص. بينما واجهت دول أخري. مثل المجر. لوما عنيفا من بقية الدول الأعضاء لتقاعسها عن استيعاب المهاجرين.
أتناسي نظرية المؤامرة التي تسللت رائحتها الشيطانية في توالي الأحداث. أشير فحسب إلي التحرك السريع والفعال إزاء المشكلات التي تواجهها دولة عضو في الاتحاد الأوروبي. أو دول الاتحاد مجتمعة.
الوطن العربي يتعرض لهجمة شرسة تستهدف كيانه. لو أنك أعدت تأمل تكوينات المشهد. فستروعك الحروب الأهلية. وعمليات التدمير. والاغتيال. والإحراق. وغيرها. من مظاهر الإرهاب التي تخالط الهواء الذي نتنفسه.
نحن نتعرف من خلال الأقنعة السوداء والأعلام السوداء. إلي مسميات مثل داعش والقاعدة وبيت المقدس وجبهة النصرة وغيرها مما ينسب نفسه - للأسف - إلي الإسلام. بينما المدبر والمحرض في أوكار الموساد والسي آي إيه. يخطط. ويدرب. ويمول. ويشرف علي جعل الإرهاب تكوينا أساسيا في الحياة العربية!
للوطن العربي منظمته الدولية المتمثلة في جامعة الدول العربية. وللعالم الإسلامي منظمة مؤتمر التضامن الإسلامي. وكما نري فإن العالم يمور بالأحداث التي تتجه أخطارها إلي المنطقة العربية. نحن من يدفع ثمن الإرهاب. كشف القوي المتخفية وراءه. وفضحه. والعمل علي دحره بكل الوسائل هو واجب المنظمتين. إلي جانب قيادات أقطار المنطقة. بعيدا عن قيود الروتين. حتي تزول الغمة.
وأحيي شيخ الدبلوماسية المصرية بطرس غالي علي ملاحظته!