احمد الشامى
وزارة "جسورة".. وصحيفة "كذوبة"
دخلت مصر مرحلة جديدة من العمل بتشكيل وزارة المهندس شريف اسماعيل ورغم اعتقاد البعض ان عمر هذه الوزارة قصير وتاليا لن تتمكن من ترك بصمة قبل ان تغادر الا ان المهام التي كلفها بها الرئيس عبدالفتاح السيسي جسيمة ويأتي في مقدمتها انهاء المرحلة الأخيرة من خارطة المستقبل وهي الانتخابات البرلمانية التي ستفرز برلمانا يضع السياسات التشريعية للدولة خلال الفترة المقبلة فضلا عن الانحياز للفقراء من خلال آليات لضبط الاسعار وتنفيذ المزيد من اتفاقات المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ وجذب الاستثمارات من دول العالم كافة وذلك كله يحتاج إلي وزارة "جسورة" تمتلك رؤية جديدة لتكون قادرة علي العبور بمصر إلي المستقبل واحسب ان الفترة التي ستقضيها الوزارة ستكون بمثابة امتحان سيحصل كل وزير في نهايته علي تقدير يؤهله للانضمام إلي وزارة ما بعد الانتخابات أو الحصول علي تذكرة خروج بلا عودة.
وإذا كان الكثير من الخبراء يريدون ان عودة السياحة إلي وضعها الطبيعي الحل السحري والسريع للخروج من الأزمة الاقتصادية التي نعيش فيها حاليا فيجب الا نتوقف كثيرا أمام المقال الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أخيرا حول حادث قافلة السياح المكسيكيين في مصر لأنه سعي بالسبل كافة إلي تشويه وطننا والنيل من الحرب المقدسة التي يشنها أبطال القوات المسلحة البواسل ضد الارهاب إذ تعمدت الصحيفة عدم الاشارة إلي أن دولتنا تواجه عصابات ارهابية تهدف إلي نشر الظلام واعادتها إلي الوراء مئات السنين ولعل ما يحدث في سيناء حاليا واستمرار عملية "حق الشهيد" والتي توجه القوات المسلحة من خلالها ضربات قاصمة ضد العناصر التكفيرية لتضع كلمة النهاية لها دفع الكثيرون منها إلي الهرب للواحات التي شهدت حادث المكسيكيين وهذا ليس سرا فالمنطقة اصبحت محظورة بفعل مطاردة هؤلاء الخونة المدفوعين من الخارج.
ورأي انه كان يتعين علي الصحيفة "الكذوبة" ان تلتمس العذر لبلدنا لأن الحادث وقع بدون قصد لا ان تشعل نارا وتسوق معلومات مغلوطة بهدف الاساءة إلي جهود اعادة الاستقرار إلي مصر وتاليا منطقة الشرق الأوسط بالكامل فالمعروف ان الـ "نيويورك تايمز" تسعي لأن تتجاهل طبيعة دولتنا مهد الحضارة التي تقف شامخة منذ آلاف السنين لا تهزها مثل هذه الافتراءات فهي كما نصفها بـ "أم الدنيا" وعبر عنها المؤرخ اليوناني هيروت بمقولته الشهيرة "مصر هي هبة النيل" ولذا ستظل صامدة أمام تقلبات الزمن تمرض احيانا لكنها سرعان ما تعود قوية فتاريخها بدأ بالحكم الفرعوني قبل سبعة آلاعف عام ليتبعه الحكمين البيزنطي والاسلامي واغار الاحتلال علي خيراتها لكنها قاومته بشراسة حتي حصلت علي حريتها وهي الآن في مرحلة بناء ولن يوقفها أحد.
واقول لكم ان علي كل واحد منا ان يسير في حواري وأزقة وقري وطننا أو علي ضفاف النيل ليعلم انه منيع وعصي علي السقوط وريادته لا تحتاج شهادة ولذا لن يهز ابتزاز صحيفة "كذوبة" فبعد اسابيع فقط ستكتمل أركان الدولة بانتخاب مجلس النواب وتعود مصر كما كانت القلب النابض للعالم العربي المنتصر لعروبته فالقضاء علي الارهاب لا يحتاج إلي التعامل معه بنعومة بل قسوة وقوة خشنة وحكومة جسورة قادرة علي البطش فاستخدام هذا الاسلوب بمثابة السبيل الوحيد لاعادة الاستقرار وبعدها سيتم تقويم آداء الوزارة الجديدة واستخدام نتائج الفترة التي قضتها في البناء ما بعد الانتخابات البرلمانية وتاليا علي كل وزير ان يعلم ان الفترة التي سيقضيها في الوزارة مهمة جدا حتي لو كانت نصف دقيقة.