ربط الإعلام بين حادثة مصرع وإصابة العشرات من جمهور نادي الزمالك. وحادثة بورسعيد التي أسفرت عن أكثر من 70 ضحية في مباراة بين الأهلي والمصري البورسعيدي.
اختصر البعض المشكلة فطالب بإلغاء دوري كرة القدم. وهو ما قد يعني إلغاء دور السينما ان شهدت إحداها - لا قدر الله - حادثاً إرهابياً. وربما إلغاء السير في الشوارع إن أقدم إرهابي علي وضع قنبلة إلي جانب الطريق. والأمثلة لا تنتهي.
المثل "الباب اللي يجيب الريح سده واستريح" قد يصح في علاقاتنا الشخصية. يؤثر المرء العزلة أو الابتعاد إذا شاب التوتر علاقاته بالآخرين. أما القضايا العامة فإن حلها يأتي بالدراسة العلمية التي تتقصي الملابسات. وتحاول أن تقضي علي البواعث.
أذكر أني نبهت - في هذه المساحة - إلي خطورة الأولتراس. من قبل ان تتسع الظاهرة. وتشكل قوة مناوئة لمجالس إدارات الأندية. بحيث عجزت عن احتوائها. أو السيطرة عليها.
أوافق علي أن الغالبية من شباب الأولتراس تعبير عن البراءة المحبة لأنديتهم. بل ان هذه المحبة تشمل الوطن مصر. يحاولون أن يكون لهم في قضاياه رأي يقضي علي التصرفات الخاطئة.. لكن التسللات المريبة التي تندس في التصرفات العفوية والبريئة لهؤلاء الشباب. ربما يصعب التعرف إليها. وكشفها.
لكل تنظيم قيادة. والأولتراس يأخذ شكل التنظيم. فمن قيادات الأولتراس؟ من الذي يخطط ويوجه ويصدر الأوامر؟
أذكر كذلك أني أبديت تخوفي من أن يندس ذوو الأغراض المدمرة وسط آلاف الشباب المتحمسين لناديهم المفضل. فيحيلوا العمل المدروس إلي فوضي. والحماسة إلي تخريب. وهذا ما حدث - للأسف - فيما بعد. في مذبحة بورسعيد.
النعامة - حين تشعر بالخوف - تدفن رأسها في الرمال. تجد في ذلك ما يحميها من الخطر. تنسي ان الجسد يظل عرضة سهلة لحراب الصيادين. أو لافتراس الحيوانات الأخري. ما نسب إلي النعامة خطأ يفتقد الصحة. وأنها - كما أثبتت الدراسات العلمية - تدس بوزها في الرمال بحثاً عن الطعام. لكننا - أحياناً - نفعل ما تصورنا أن النعامة تفعله!
إذا أردنا دولة القانون. فإن القانون يجب ان يكون المرجع والحكم في كل أمور حياتنا. لا أحد يعطي لنفسه حق التغيير والمصادرة والإغلاق. وغير ذلك من التصرفات التي لابد ان تقتصر علي القانون. هو الذي يبيح ويحظر.
لو أننا اعتبرنا ان ما نفعله هو الصواب. فسيختلط الحابل بالنابل. ويتحول المجتمع إلي اجتهادات تخطئ وتصيب. ولعل الانفعال هو الذي سيغلب عليها. فتحدث نتائج تزيد النيران اشتعالاً.
وعلي الرغم من عدم تأييدي للمستشار مرتضي منصور في الكثير مما يقوله. أو يفعله. فإني أوافقه علي ان تدار الأندية بواسطة مجالس إدارتها. وليس بواسطة من تغيب هوياتهم. بزعم الانتماء!