أحمد موسى
علي مسئوليتي ألغام الدستور
بعد أعظم ثورة فى تاريخ البشرية فى 30 يونيو والتى أزاحت حكم الارهاب والمتأسلمين والفاشية الدينية وأتباعهم، كان علينا أن نعبر هذه المرحلة ونكتب شهادة وفاة الجماعة الارهابية، ولم يكن أمامنا أى طريق سوى الدعوة للتصويت بنعم للدستور، ورغم تحفظاتنا فى ذلك الوقت على بعض مواده، إلا أن الأولوية كانت ضرورة تحقيق أولى ثمار الثورة بإقرار دستورها كخطوة نحو المستقبل.
وكان دورنا الدائم مطالبة المصريين بالتصويت بنعم، ولم نتخاذل لحظة أو نندم على ذلك، فواجب الاعلامى وقت الشدائد أن يشحذهم أبناء الوطن لقطع الطريق على محاولات إعادة عقارب الساعة للوراء، ولكن المؤكد أن هناك مواد فى الدستور كارثية، لأنها قزمت من دور رئيس الدولة وجعلته مكتوف الأيدي، فمثلا لا يمكن للرئيس أن يغير وزيرا فى الحكومة إلا بموافقة البرلمان، ولا يتخذ أية قرارات، وللأسف كتب الدستور بطريقة لم تراع مصالح الوطن بالقدر المأمول أو الصراع الذى سيقع عقب إنتخاب البرلمان، ما لم يكن هناك برلمان يمكنه أن يدعم الدولة ويساعد على استقرارها واستمرار تنميتها ومشروعاتها.
فقد تفاجأ ـ وهذا وارد ـ أن تتعطل كل المشروعات وتوقف جميع الاتفاقيات وما سرنا فيه طوال الـ 15 شهرا الماضية يتم إلغاؤه، إذا كانت هناك أغلبية تريد التحكم فى قرار الدولة أو حتى يوجد الثلث المعطل، والذى سيعترض على كل شيء ولن يسمح بمرور القوانين أو التعديلات المطلوبة، وهذا يجعلنا نطالب كل أبناء الوطن بالتصويت فى الانتخابات النيابية لمن يرونه عن حق الأجدر والقادر على مساندة الدولة بكل قوة، فالشعب تقع عليه المسئولية الكاملة، فليس من المعقول أن نعيد تجربة المتاجرين بالدين أو بقوت وحياة الناس أو من يكفر هذا ويحرم ذاك، فمصلحة مصر أهم كثيرا من حالات العبث التى يحاول نفر من المحسوبين على هذه التيارات المتأسلمة أو الطابور الخامس وأصحاب القلوب السوداء، فمن لا يرون سوى الظلم والكآبة ويستهدفون فقط التعطيل، وتكوين رأى عام للتشويه والاسقاط على الدولة ورموزها.
فشل هؤلاء فى الشارع ولم يصدقهم الناس، لأنهم أول من ساندوا شبكة الجواسيس التى حكمت البلاد فى أحلك سنة فى تاريخ مصر، وأصبح هؤلاء من أيتام مرسى والأمريكان فى مزبلة التاريخ، فكل ما يروجون له من دعوات بلهاء هدفها عودتهم للمشهد السياسى والإعلامى من جديد، لكنهم سقطوا، وسيكون للشعب الكلمة النهائية بتعديل مواد بالدستور عقب انتخاب البرلمان وليقول الشعب لهؤلاء من شلة أيتام مرسى كفاكم ضجيجا..!