الأهرام
جمال زايدة
ليس بالنوايا نكافح المخدرات
عقب تعيينها مرة أخرى فى الوزارة تحدثت وزيرة التضامن الاجتماعى د. غادة والى عن مكافحة المخدرات.. قالت بصفتها رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي:
إن اللجنة المنوط بها الكشف عن المخدرات بين السائقين على الطرق السريعة تعمل من خلال مجموعة مشتركة من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى والإدارة العامة للمرور.. وإن نتائج الكشف عن تعاطى المخدرات بين سائقى الطرق السريعة خلال شهرى يوليو وأغسطس بعد الكشف على 9832 سائقا تبين تعاطى 1833 حالة مواد مخدرة .
هذا مجهود طيب من الوزيرة فى حدود إمكاناتها وصلاحيتها لكنه لا يكفى لمكافحة الإتجار بالمخدرات فى مصر حيث يعلم القاصى والدانى أن تعاطى الحشيش فى مصر مثل شرب القهوة والشاى نظرا لسهولة الحصول عليه..

يعلم الجميع ايضا أن أفراح المصريين فى القرى والأحياء الشعبية يقدم فيها الحشيش كواجب تحية للضيوف تحت سمع وبصر الجميع . وتعلم الوزيرة علم اليقين أن المكافحة تبدأ بتغليظ العقوبات وبإطار تشريعى مناسب.. وأن المكافحة تقتضى معرفة الرءوس الكبيرة خلف تدوير مليارات من الدولارات فى تجارة المخدرات.. مصر تتمتع بحدود طويلة مع السودان وليبيا وعلى البحر المتوسط والأحمر وبتاريخ طويل من التهريب فى صحراء سيناء من خلال الأنفاق مع غزة وجهود رجال المكافحة جبارة تلهث وراء الفاعلين لكن حين تمتد رقعة تنفيذ الجريمة ألا يبدو أن من الأفضل المكافحة من المنبع . سنغافورة لجأت إلى الإعدام حلا قاطعا للتعاطى والاتجار أما فى مصر فقد فرقت أحكام محكمة النقض بين التعاطى والاتجار وتباينت العقوبة وفقا للواقعة . المخدرات تؤدى الى أكثر من 13 ألف قتيل على الطرق بسبب الحوادث .. والمخدرات تعطل طاقة شعب كامل يتعاطى الترامادول والحشيش ومواد أخري. ضبط الشارع المصرى يقتضى مؤتمرا عاما يدعى اليه كل الأطراف المعنية بمكافحة هذه الظاهرة الرذيلة ولن يكفى فقط الكشف عن السائقين المتعاطين .. وماذا عن آلاف الأسر التى يعيلها هؤلاء المتعاطون .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف