مرسى عطا الله
«التوتر» ..روشتة للوقاية والعلاج!
1- كلنا نشكو بين الحين والحين من شعور مفاجيء بالتوتر دون أن يكون هناك سبب ظاهر يبرر ذلك وهذا العجز عن معرفة السبب يؤدى إلى توتر إضافى يزيد من وطأة الإحساس بنوع من التعب النفسى والجسماني.
وأغلب الذين تعاملوا مع هذه الظاهرة باللجوء إلى الطبيب لم يجدوا أى أسباب عضوية تبرر نشوء هذا الشعور وكالعادة لا يجد الطبيب مبررا لمزيد من الفحص أو كتابة روشتة علاج ومن ثم يضطر إلى أن يتحول إلى صديق للمريض ويشير عليه بالنصيحة المتوارثة: «عليك بالحصول على إجازة والسفر إلى مكان هاديء بحثا عن أجواء متغيرة وطلبا للراحة والاستجمام».
والحقيقة أن هذه النصيحة التى يقول بها الأطباء من موقع الأصدقاء التى يظن الكثيرون ــ بمن فيهم أغلب الأطباء ــ إنها مجرد روشتة نفسية فقط ليست كذلك وإنما هى حقيقة علمية وطبية مؤكدة وإن كان العلماء والباحثون لم يتوصلوا بعد إلى كيفية القياس الصحيح للأعراض العضوية التى تصاحب الإحساس بهذا النوع من التوتر المفاجيء بغير سبب ظاهر.
فما هى حقيقة هذا النوع من التوتر الذى يدهم الإنسان على غرة وبغير أدنى مقدمات؟
إن أحدث الأبحاث العالمية تعزو ذلك إلى أن طبيعة العصر واتساع حجم الطموحات والمطالب دفع بقطاعات كثيرة من الناس إلى العمل والانشغال إلى ما هو فوق طاقة الاحتمال وأن ذلك أدى إلى إصابة الكثيرين بمرض جديد اسمه «الإجهاد».
وهذا الإجهاد «البدني» قد يملك الإنسان قدرة على احتماله ولكن الذى يصعب احتماله هو الإجهاد «الذهني» حيث يجييء مصحوبا بمرض أخطر هو الإجهاد «النفسي» الذى يمهد لبداية دخول الإنسان فى دائرة التعرض للشعور المفاجيء بالتوتر دون أن يكون هناك سبب ظاهر!
ومن بين أهم النصائح التى حققت نتائج إيجابية فى هذا المجال دعوة الذين يعملون عملا عقليا إلى أن يخصصوا جزءا من وقتهم اليومى لممارسة أى نوع من العمل اليدوى لأن العمل اليدوى الذى يبدو فى ظاهره أنه أكثر إجهادا للبدن يحقق علاجا وترويحا نفسيا يمنع الشعور بهذا النوع من التوتر المفاجيء دون سبب ظاهر.
وغدا نواصل الحديث
خير الكلام :
<< عند الغضب ينفلت لسان «الأحمق» بينما يصبح «الحكيم» كالأبكم !