سمير عبد العظيم
إيقاف أو إلغاء الدوري أسوأ من استمراره
إذا كان قرار مجلس الوزراء ووزير الشباب واتحاد الكرة بتوقف نشاط كرة القدم بما فيها الدوري العام قد جاء في زمرة أحزان أحداث استاد الدفاع الجوي والدماء مازالت ساخنة علي الأرض فإن ذلك كان مطلوباً وملحاً في هذا التوقيت رغم أن مأساة وفاة زهرات الشباب لن تمحي.. فإنه بالدراسة والهدوء والعودة لمصلحة الكرة المصرية وسمعتها وتاريخها والعواقب المترتبة علي إلغائها أو إيقاف نشاطها أمام الارتباطات الدولية ومحاولة استعادة مكانها قارياً ودولياً وعالمياً فضلاً عن العقوبات التي من الممكن توقيعها علي اللعبة الشعبية وإلي جانب ما يترتب من وراء استمرار اللعبة وبيوتهم المفتوحة من هذا الايقاف.
لذا فعندما يفكر اتحاد الكرة بعقلانية وبفكر راجح في إعادة نشاط اللعبة في أقرب وقت مع انتظار التحقيقات وما تسفر عنه عن معرفة الجاني الحقيقي الذي أتصوره ربما يكون من خارج المنظومة الكروية كلها فضلاً عن التسرع في تنفيذ تحديد عدد المشاهدين الذي صدر دون دراسة أو قرار عودة الجماهير للملاعب في الأصل وفي هذا التوقيت المكهربة والساخن وكل أجهزة الأمن مازالت مشغولة بإعادة مكانتها واستعادة الاستقرار للبلاد.
وعليه فعودة واستمرار المباريات بعد فترة حداد التي يجب أن تدرس جيداً سواء أسبوع أو أسبوعان أو حتي شهر سيكون القرار المتزن بشرط أن يكون مقروناً بعدم حضور الجماهير هذا الموسم وحتي انتهاء واستكمال خارطة الطريق في مصر بالانتهاء من انتخابات مجلس الأمة والمؤتمر الاقتصادي واستقرار الأوضاع في مصر حتي لو أدي الأمر إلي مد فترة توقف عودة الجماهير إلي موسم كروي أو مواسم أخري.
وفي المقابل مطلوب أن تتحرك وزارة الشباب وأجهزة الإعلام الرياضي لتوعية الجماهير وتغيير ثقافة القوة والعنف وإعادة تنظيم المباريات من قدامي طرح التذاكر.. والجلوس في الملعب والدخول والخروج وعودة التصالح بين الجماهير والأمن وضرورة أن يعلم أن الجماهير هي أبناء مصر والحفاظ والخوف عليهم والعمل علي راحتهم مقابل احترام المنظومة الآمنة ولأنها بوابة الاستقرار وهو خير ما تنشده وإن أحداً منهم ضابطاً أو جندياً لا يهدف اطلاقاً لايذاء مشاعر أحد فكلنا مصريون نشرب من نيل واحد ونعيش علي أرض واحدة تحت شعار علم واحد وقيادة واحدة.
وعليه تكون مطالبتي باستمرار إقامة المباريات بدون جماهير في البداية رغم الموجة العارمة التي كانت تطالب بعودتهم فرصة منهم باستعادة الأمور إلي طبيعتها مثلما كانت علي مر السنين إلا أن الأجواء لم تصبح صالحة بعد أن دخلت عناصر جديدة هدامة كل هدفها إيقاف مسيرة مصر.. لذا كانت دعوتي بالهدوء وتأجيل تلك العودة حتي الانتهاء من هذا الإرهاب الغاشم ودحر خطورته وسوف ننتصر بإذن الله.. وتعود مصر الجميلة.. مصر الأمانة.. مصر المستقرة بإذن الله.