الأهرام
مرسى عطا الله
إعطاء العقل إجازة ..أفضل احتفال بالعيد
2 - لا شك في أن الذين يستسلمون لدوامة العمل دون الحصول - ولو علي قدر بسيط من الراحة كل يوم وكل أسبوع وكل عام - يمارسون عملية بشعة للانتحار النفسي لأنهم يخنقون عواطفهم ومشاعرهم الإنسانية بأيديهم ولا يفيقون إلا بعد فوات الأوان عندما تتزايد الشكوي من جفائهم خصوصا من جانب الأهل والأصدقاء.

والذي أقول به ليس اكتشافا علميا جديدا وإنما هو تراث عاش عليه أجدادنا وفارقوا الحياة بعد رحلة أعمارهم - المكتوبة - دون أن يصابوا بداء التوتر المفاجئ دون سبب ظاهر لأنهم استطاعوا - بالفطرة وحدها - أن ينظموا حياتهم اليومية بالتساوي « 8 ساعات للنوم».. و «8 ساعات للعمل».. و «8 ساعات للمتعة والراحة النفسية بمعايشة الأهل ومخالطة الأصدقاء».

وأعظم المبدعين والمفكرين في تاريخ البشرية لم يكونوا مجرد تروس في آلة الحياة وإنما كانوا يمتلكون الذكاء الذي يساعدهم علي معرفة كيف ومتي يعتزلون العمل بين الحين والحين والسفر والترحال إلي مناطق هادئة لا تسمح لهم بالانشغال بشيء من أمور الحياة سوي الهدوء والاستجمام ليتحرروا من كل التبعات والمسئوليات بما في ذلك من تربطهم بهم علاقات الود والصداقة.

وليس هناك من هم أحوج إلي تجنب الإصابة بالإجهاد وبالتالي عدم التعرض للشعور بالتوتر المفاجيء دون سبب ظاهر قدر الذين يمتهنون عملا عقليا فهؤلاء هم أكثر الفئات تعرضا للإجهاد النفسي وبالتالي هم الأكثر احتياجا لإعطاء الذهن إجازة صحية ليست متمثلة في النوم والكسل الذي يقود إلي الاكتئاب وإنما في الانشغال في إحدي الهوايات اليدوية كالموسيقي والرياضة ورعاية الزهور والاهتمام بالأطفال والأحفاد.

إن قضاء نصف ساعة يوميا في رعاية أصص الزرع أو ممارسة بعض أعمال النجارة في البيت هي أفضل روشتة للوقاية من التوتر المفاجئ فإذا كنت ممن ينتابهم هذا الشعور المقلق بين الحين والحين فليس عليك إلا أن تجرب روشتة الإجازة والسفر فإن لم يكن ذلك متيسرا فعليك بروشتة الفلاحة أو النجارة أو أية هواية يدوية تجيدها وتتوافر إمكانية ممارستها يوميا في منزلك!

وهذه الروشتة البسيطة ليست سوي تأكيد للمنطق الذي يقول بأن «لكل شيء سببا».. وأن «لكل داء دواء» فاغتنم فرصة إجازة العيد وامنح العقل إجازة من كل الهموم والمشاكل... وكل عام وأنتم بخير.

خير الكلام :

<< من لا يفهم حزنك لا يملك إسعادك !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف