أحمد جلال
حتى لا نزرع الكراهية بين مصر والجزائر من جديد
من جديد.. تعود القرعة الإفريقية لتضع منتخبى مصر والجزائر فى مواجهة كروية ساخنة فى صراع 8 منتخبات إفريقية على 3 بطاقات مؤهلة لنهائيات دورة الألعاب الأوليمبية صيف 2016 فى ريو دى جانيرو بالبرازيل.
من جديد.. يصبح الإعلام فى كلتا الدولتين أمام اختبار حقيقى، يجيب عن سؤال صعب: هل تعلمت وسائل الإعلام الدرس القاسى، الذى وضع العلاقة بين الدولتين على حافة جرف، من أجل بطاقة التأهل لمونديال 2010؟.. وهل أدرك المسئولون فى البلدين، أن اللعب على وتر المهووسين، أخطر من اللعب بالنار؟
5 سنوات كاملة مرت على الأحداث المؤسفة التى شهدها السجال بين الطرفين، وسط صمت مريب من النظام السياسى فى البلدين، والذى حول كرة القدم إلى دمية يحركها بين أصابعه، من أجل أغراض أخرى، واستغل عشق جماهير البلدين لقطعة الجلد المنفوخ، كمخدر يسرى فى عروق المطحونين فى الجانبين، ويغطى على أزمات فشل وفساد، وتناحر سياسى داخلى بين فئات تتصارع على مكاسب سلطوية، لكن جرعة المخدر الكروى، عمقت الاحتقان، ولولا أن هناك بعض العقلاء الذين حاولوا التهدئة، رغم اتهامهم فى بداية الأمر بالخيانة والعمالة، ما تم إخماد النار، ولظلت مشتعلة لفترة طويلة.
أعترف أن الأمور لم تعد كما كانت قبل هذه الأحداث التى أشعلها جهلة الميديا، ومتصدرو المشهد الإعلامى فى كلا البلدين، لكنها أيضًا أصبحت أفضل بكثير، بعد أن سقطت الأقنعة، وانكشفت عورات من ظنوا أنهم وطنيون، يدافعون عن بلدهم، رغم أن الأمر لا يعدو كونه منافسة رياضية شريفة، يفوز بها الأفضل، ولا ينتحر بسببها من لم يصبه التوفيق.
وبصرف النظر عن عدم تكليل بعض الجهود التى قام بها مسئولو اتحاد الكرة فى البلدين، من أجل إقامة مباراة بين منتخبى مصر والجزائر، للتأكيد على إزالة رواسب الفتنة الكروية، فإن القرعة الإفريقية، وضعت الجميع الآن فى اختبار حقيقى، ليثبت كل طرف أنه تعلم من درس الماضى، لا سيما وأن التأهل لدورة الألعاب الأوليمبية شرف كبير، ويعد ثانى أفضل تتويج لتاريخ أى لاعب، أن يكون أوليمبيًا، أو موندياليًا.
من حق كل طرف أن يحلم ببطاقة التأهل، وربما تبتسم الأقدار للطرفين، لو نجحا معًا فى الصعود للدور قبل النهائى، وسط مجموعة تضم معهما نيجيريا ومالى،خاصة أن نظام التصفيات يسمح بتأهل فريقين من كل مجموعة، ثم يتأهل الفريقان الفائزان، للمباراة النهائية لبطولة إفريقيا تحت 23 سنة، ويضمنان بطاقة التأهل للأولمبياد، بينما يلعب الخاسران على المركز الثالث، ويحصل الفائز به على بطاقة التأهل الثالثة إلى ريو دى جانيرو.
لكن بصرف النظر عن هذا السيناريو الحالم، فإن المنافسة تحتم على كل طرف أن يقاتل بشرف لنيل هدفه، من دون أن يترك للآخرين تقرير مصيره.
نريدها منافسة قوية، على أرض النزال الرياضى، لكنها تبدأ وتنتهى عند هذا الحد، ونريد من كل مسئول، وكل من يملك منبرًا إعلاميًا أن يرتفع لمستوى المسئولية، وأن يدرك أن أى كلمة يتفوه بها قد تكون قنبلة تنفجر فى وجه الجميع، اجعلوا المواجهة شريفة، حتى لا نزرع الكراهية بين البلدين بسبب بطاقة تأهل للأولمبياد.