غيرة ! لا أنس ملاحظة طريفة لأستاذى د. بطرس بطرس غالى من خبرته و انطباعاته عن فترة عمله أمينا عاما للأمم المتحدة عن أن هناك مشاعر بالغيرة فى العلاقات بين الدول، تشبه تماما تلك المشاعر فى العلاقات بين البشر،
فإذا ذهب لزيارة دولة ما قال له مسئولو دولة أخرى منافسة لها لماذا ذهبت إليهم ولم تأت إلينا! تذكرت هذه الملاحظة و أنا أتابع رصد الصحافة الأمريكية للحفاوة التى قابل بها المصريون الرئيس الروسى بوتين، و صوره العديدة التى رفعت فى الشوارع والميادين. وفى تعليق لصحيفة واشنطن بوست غاظها وصف الأهرام لبوتين بأنه بطل هذا الزمان، وتحدثت عن لقاء «أبو الهول موسكو» مع «قيصر مصر»، و كأن الصحيفة تنظر بطرف عينيها قائلة «يا سم»!
الكشف الطبى: الرسوم التى فرضتها الحكومة على المتقدمين للترشح لعضوية مجلس النواب، نظير توقيع الكشف الطبى عليهم و اعطائهم شهادة بلياقتهم الطبية و النفسية ، تبلغ أربعة آلاف و خمسمائة جنيه!. المبلغ كبير فعلا نظرا لبساطة الكشوفات و التحاليل و عدم تضمنها أنواعا من النوع العالى التكلفة، غير أن أخى العزيز أحمد عيد المرشح الشاب فى دائرة إمبابة ذكر لى ملاحظة ذكية، وهى أن هذه الرسوم العالية كانت أداة غير مباشرة لغربلة المرشحين العديدين الذين تكالبوا على تسجيل أنفسهم بمن فيهم أولئك الذين يعتبرون الانتخابات فرصة لتحقيق مآرب لا علاقة لها بعضوية البرلمان!
كبرياء: فى حلقة برنامج «القاهرة اليوم» للإعلامى المتميز عمرو أديب يوم الثلاثاء (10/3) أمس الأول، كانت هناك فقرة إخبارية عن حريق شب بوسط القاهرة بأحد المخازن و أدى إلى حرق شقة فى منزل مجاور و تشريد سكانها فى الشارع، كان من بينهم «عروسة» تستعد لزفافها و أتت النيران على «جهازها» الذى كانت تكدسه فى الشقة بالكامل. عندما التقى بها مذيع البرنامج كانت تبكى بشكل مؤثر بعد أن فقدت كل شىء، وعندما سألها عما تريد قالت «مش عايزه حاجة، مش حا طلب حاجة»! إن كبرياءها و عزة نفسها منعاها من أن تطلب أو تتوسل حتى فى أقصى لحظات حاجتها، صحيح أن بعض فاعلى الخير الذين شاهدوا البرنامج تبرعوا بمساعدتها مشكورين ، ولكن مايستحق الوقوف عنده هو ذلك الإحساس الرائع بالكبرياء وعزة النفس، والذى لا يقدر بمال!