تعاني مناطق كثيرة في الجيزة والقاهرة وعدد كبير من المحافظات من أزمة حادة في وصول المياه النقية، ولأول مرة تشهد مناطق انقطاع المياه لأيام طويلة وعودة تجارة المياه بقوة.
ورغم الأموال الطائلة التي تحصلها الشركة القابضة للمياه من المواطنين الا أنهم فشلوا في ايجاد حل لها.. ولأنهم فشلة نجدهم يبررون فشلهم بتبريرات ساذجة وعبيطة لا يصدقها طفل.
فمسئول خرج وقال: إن سبب الأزمة هو انخفاض منسوب مياه النيل رغم أن المستوي هذا العام أعلي من أعوام سابقة لم تنقطع فيها المياه.. وآخر قال: إن الاستهلاك زاد للمواطنين في الحر.. وثالث يزعم أن قلة الوقود الذي تعمل به المحطات السبب لأنه تم تحويل هذا الوقود الي قطاع الكهرباء... هذه المبررات لم تقنع المواطنين الذين خرجوا في مظاهرات غاضبة علي مدار الأيام الماضية.. وتم التعامل معها بعنف من قبل قوات الأمن.
ورغم هذه المظاهرات ورغم صرخات واستغاثات المواطنين وجدنا المسئولين لا يبالون بما يحدث حتي الوزير المختص وهو وزير الاسكان لم يقل لنا سبب الأزمة وحالة الغموض الحكومي أدت الي ظهور الشائعات منها أن الحكومة تحجب المياه عن المناطق الفقيرة وتعطيها للمناطق الراقية وأحياء الأغنياء في المدن الجديدة وهي الشائعة التي يرددها عناصر الارهابية وموظفو الشركة.
ومن يقول: إن الفساد في هيئة المياه بلغ ذروته مما أهدر مئات الملايين التي خصصت لإنشاء محطات مياه جديدة.. إلا أن هذه الأموال تم نهبها تحت بصر وسمع الحكومة وهي الشائعة الأقرب للحقيقة.
والمختصون يقولون: إن الحقيقة تكمن في أن شبكة المياه التي تم تجديدها منذ سنوات قليلة في عهد المخلوع مبارك تهالكت والمواسير لا تتحمل ضخ كميات كبيرة من المياه وفي حالة الضخ ستنفجر وسوف تتحول الشوارع إلي بحيرات من المياه.. وأن المسئولين في الشركة يخشون أن يرفعوا تقارير لرئيس الوزراء ولرئيس الجمهورية حتي لا يتم محاسبتهم وإقالتهم من مقاعدهم الوثيرة.
فأزمة المياه تكشف أن هناك مسئولين في مصر يعملون بعقلية أن الشعب أهبل ويمكن أن نضحك عليه بأي تبرير وأن الفقراء ليس لهم صوت يدافع عنهم.. المهم هو إرضاء الكبار.
هؤلاء هم من يجرون البلاد مع لوبي الفساد والارهاب إلي عودة الديكتاتورية مره أخري ولكن مظاهرات صفط وفيصل وجهت لهم رسالة أن الشعب لم يعد قاصرا ولن يصدق إلا الحقيقة فقط لا غير.
وعلي رئيس الحكومة التدخل في هذه الأزمة التي تحولت إلي سخط شعبي لو استمرت حالة السكوت قد تصل الي ثورة شعبية جديدة ووقتها ستكون فرصة لأعداء مصر في الداخل والخارج.. القضية تحتاج الي تحرك سريع وصراحة في طرح الأسباب ومحاسبة المتسبب في هذه الحالة.
درس الزمالك
مبرووك لجماهير وإدارة ولاعبي الزمالك، فلأول مرة منذ فترة طويلة يفوز فيها الفريق علي غريمه الاهلي والفوز هذه المرة ببطولة وهي كأس مصر.. والفوز ببطولتين الدوري والكأس جاء بعد سنوات عجاف مرة بها النادي بسبب حالة عدم الاستقرار الاداري والفني التي كان يمر بها النادي.
فالزماك نموذج الآن لحالة الاستقرار الاداري ونموذج لقوة مجلس يحكم نادياً.. وهو ما ظهر علي منظومة النادي كله من حيث الانشاءات التي تتم داخل النادي والانضباط في العمل.. وهو ما انعكس علي الفرق الرياضية كلها.
وإدارة النادي برئاسة المحامي مرتضي منصور أعطت نموذجاً للعمل كفريق فلا أحد ينسب الانجاز لنفسه رغم كثرة الظهور الاعلامي لرئيس النادي.. إلا أن الجميع يعمل بجد وجدية وبدون غيره.
فقد أثبت نجاح الزمالك أن العمل الجماعي الجاد وأن الحزم والحسم في العمل الاداري هما أقصر الطرق للانجاز في مصر.. وأن قوة الإدارة تنعكس علي جميع العاملين، فالزمالك نموذج يجب أن تحتذي به كافة المؤسسات في الدولة وتطبق معادلة العمل الجاد والحزم والحسم لتحقيق الاستقرار والانجاز معا.