محمد جبريل
ع البحري .. مشكلات لا تخضع للنيات الطيبة!
فرض الإرهاب أولوية الأمن علي حياتنا من خلال محاولات مد جرائمه إلي بلادنا حتي يكتمل المشهد الذي سعد لتحقيقه العصابات المتأسلمة مثل داعش والقاعدة والنصرة وبيت المقدس وغيرها وان لم تستطع الايدي التي خططت ودبرت ومولت ان تخفي اصابعها في ثنايا العمليات التي تستهدف - للأسف - سعي المصريين إلي نفض سنوات الجدب وتعويض ما فاتهم من المشروعات القومية والمحلية التي تعيد صياغة الحياة علي أرض الوطن.
اخفقت قوي التآمر - في مواجهة صلابة الجبهة الداخلية - ان تجعل من مصر تكوينا في المشهد الذي ضم اقطارا عربية مختلفة لم يستطع ثراء مواردها ان يحقق لها الأمن إلي حد اقتتال ابناء الوطن الواحد وهجرة ملايين المواطنين إلي بلاد الله خلق الله بحثا عن الطمأنينة والاستقرار.
اللافت فيما أعلنته الوزارة الجديدة ان القضايا الاجتماعية تمثل بعدا آخر مهما في سعي المصريين لدرء كل المؤامرات ومحاولات التعويق والتخلف. ثمة اجتماعات ووعود وبيانات ومعالجة لأوضاع قائمة وخطط مستقبلية هدفها النهائي تبديل صورة الحياة علي أرض مصر بما يعين علي دحر الإرهاب والقضاء علي المشكلات الاجتماعية التي تعد مساوية في أهميتها لمؤامرات الارهاب.
في احصائية أخيرة لمركز بصيرة ذكر ان نسبة المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بلغت 26.3% بمتوسط دخل يومي للفرد 10.7 جنيه يوميا وهو ما يصعب تصوره ميزانية للمواطن. أي مواطن في الظروف الاقتصادية القاسية الحالية.
في المقابل من هذه الاحصائية ثمة احصائية تشير إلي أن ستة من كبار الأثرياء المصريين تشكل ثرواتهم قيمة الدين الحكومي المصري.
أبادر فأنفي الذي ربما يتصوره البعض ما أعنيه ان يعود العدل الاجتماعي إلي سابق عهده في حياتنا ليس بمجرد النيات الطيبة والرغبة المخلصة في مساعدة الطبقات الأدني وإنما بالتصرف من منطلق ان المجتمع كله في سفينة واحدة يعاني الظروف نفسها ويواجه كل افراده ما يواجهه الوطن من مشكلات!
كما قلت فإن الحلول لا تخضع للنيات ولا لمجرد الرغبة في المساعدة وإنما يجب ان يتم العلاج وفق خطط جادة ومدروسة يتضافر في تحقيقها القطاع الحكومي والقطاع الأهلي والقطاع الخاص والافراد وهذا هو المستوي الأدني الذي يوفر للمجتمع حياة مقبولة يتطلب فهما ووعيا ومبادرات من كل أطيافه!!