لإحسان عبدالقدوس تعبير لا أنساه عن وصف مجموعة من الموجودين في مكان ما. متي دخلت عليهم أنثي جميلة. سينتشي الرجل.. وتغار زوجته.. وتتململ أمها.. وستتعامل معها بسخافة فتاة في مثل سنها غير مرتبطة. وستفحصها أم كبيرة في السن لتزوجها لابنها.
أشياء تحدث داخلنا هي خلطة مشاعر تختلف من إنسان لآخر حسب حالته وظروفه. وما مر به في سنوات عمره. انه ما يحدث لنا حين يجمعنا مكان عام ثم يزيد عددنا واحدا هو قريب أو صديق لأحد منا انضم للجلسة صدفة.
أحلام
وهو ما كان بالأمس في قعدتنا.. حين كنت أنعش أيامي بالصديقات.. صديقتي التي أحببتها لأنها ليست أنا. فعلت كل ما يأتيني من خيالات.. مشت علي الحائط.. قفزت من فوق السور.. هدمت المعبد وتكسرت فتافيت.. وها هي تتجمع حول بعضها من جديد وتكون إنساناً واحداً. وها أنا وأجزائي لكل منها حلم في ناحية ألملمها للمحافظة علي شكل الواحد الصحيح.. وهيهات أن تجمع الأحلام في حلم.
ثانية جلستنا صديقة عجنتها الحياة فخرجت مخبوزة بطعم النضج بعد ان "استوت".
صديقتي الثالثة من أيام المدرسة ما أن تقع عليها عيني وألمسها بالسلام حتي أشم رائحة بيت العز الذي كان بيتنا. وهي تجلس وسطنا بعد نهاية يوم مدرسي.. إنها تذكرني بأكل أمي.. وملامح أختي وكل ما شخبطناه علي الجدران.. والراديو الكبير في الصالة والبلكونة التي تطل علي أولاد الجيران. والمشوار الوحيد المسموح للخياطة وسعادتنا به التي تفوق الفرحة بفستان. في جيل عيب عليه الذهاب لسينما أو كازينو. أما النادي فمعناه كرسي بين ماما وبابا. ومجرد التمشية حولهم محدد لها ميعاد و.. لفة.
نكسة
آه يا رفيقة النكسة التي شربناها أطفالاً لنتلقي أول درس في الهزيمة بدون حرب. فلم نحارب في حياتنا لنحيا "الوكسة" شقيقة النكسة.
وأعود إلي قعدتنا فوق ذكريات.. وحكايات.. وضحكات هي لا تضحك لكننا نفسنا في ضحكة.
وتدخل للمكان امرأة يتصادف معرفتها بنا.. فتنضم إلينا وكأنها كانت تتربص بنا لتحكي.. سأتزوج بعد أيام.. زميلي في العمل.. كان دائم الاهتمام بي.
حظوظ
كنت أحكي عن ذهابي للطبيب وحدي.. فيجن جنونه ويصرخ كيف يتركك زوجك ولا يرافقك. وكان يعلق علي فستاني الجديد في الوقت الذي لا يلاحظ زوجي أني اشتريته من أصله. وظلت علي حالها من سرد محاسن زوج المستقبل.
صديقاتي اختلفن في ردود الأفعال.. الأولي فرحت لها لتعويض ما كان. والثانية والثالثة طلبتا منها الاحتياط حتي لا يكون طامعاً فيها وشقتها ومالها.
أما أنا فرأيت من واجبي أن أخبرها مبكراً.. بحكمة الجدة.. الرجل يتغير أما الحظ فهو ثابت. لن يلاحظ ثوبك.. ولا شعرك وستذهبين للطبيب بمفردك. وستبحثين عنا.. لحكاية جديدة.. ربما لذلك سلمنا واستسلمنا وآثرنا الهزيمة دون.. حرب.