صلاح الحفناوى
¢الاحساس بالناس¢.. يا حكومة
الأساس هو الاحساس بالناس¢.. هذه هي تميمة النجاح للحكومة الجديدة.. بل هي الوصفة السحرية التي يمكن ان تمد تاريخ صلاحيتها الي ما بعد البرلمان القادم وربما بعد القادم.. فالحكومة الحالية ليست مؤقتة إلا بأفعالها وادائها.. والانتخابات البرلمانية.. اذا قدر لها ان تجري في موعدها.. واتمني الا يحدث.. لن تضع بالضرورة مشهد النهاية لفرقة شريف اسماعيل الانتحارية.. فليس هناك من يستطيع ان يضحي بحكومة حققت ارتباطا حقيقيا بالناس.. وهو ما كان يفعله ببراعة سياسية فائقة الدكتور الجنزوري.. فيما افتقدته حكومة المهندس ابراهيم محلب.
وإذا كان من الانصاف ان نقول ان المهندس ابراهيم محلب حاول واجتهد وبذل جهدا معتبرا.. وقدم مثالا للتفاني في العمل والاخلاص في الاداء.. فإن الانصاف يقتضي ايضا ان نقول انه كان يعزف لحنا لم يمتع الشعب وكان اداء حكومته في المجمل تجسيدا صارخا لمعني اسم الرائعة الشكسبيرية - جعجعة بلا طحن¢.
الناس لا تريد تصريحات عنترية ولا وعود وردية.. هم يشعرون بأزمة الوطن وحالة الحرب التي يعيشها ضد الإرهاب وضد مؤامرات دول محور الشر.. لديهم استعداد للمزيد من الصبر والتحمل.. بشرط أن يلمسوا جدية الاداء وصدق المواجهة مع الفساد بمعناه الواسع.. الذي يتجاوز حدود وزير يرتشي أو رجل أعمال يسرق.. ليمتد الي كل من يستغل الناس.. يتساوي في ذلك تاجر جشع وصاحب مدرسة حرامي أو اخواني.
هل كان من الكياسة ان يطلق وزير التربية والتعليم السابق تصريحات نارية تعد الناس باغلاق اي مدرسة ترفع المصروفات.. ثم يعجز عن مواجهة مؤامرة اصحاب المدارس عندما رفعوا المصروفات بنسب وصلت إلي 50 بالمائة.. لتعظيم معاناة الملايين من أولياء الأمور؟.
هل كان من الكياسة أن تختار الحكومة شهر أغسطس من كل عام لرفع أسعار الكهرباء لتكون أول فاتورة بعد الرفع موجعة ومذلة.. وهل من الكياسة السياسية ان يعلن احد الوزراء ان غسالة الملابس من الكماليات التي لا تستحتق الدعم الكهربائي؟.
سيادة رئيس الوزراء.. اول مقومات النجاح هو ان تعرف الحكومة كيف تخاطب الناس وكيف تشعر بهم وكيف تعمل لاجلهم؟