الجمهورية
بسيونى الحلوانى
الانتحار الأخلاقي لفلول الجماعة
لا تزال فلول الجماعة الإرهابية المنتشرة في كل مؤسسات الدولة تمارس التحريض والتخريب بأبشع صوره وكل هدفهم استعادة الفوضي من جديد لتعود حالة الدولة السياسية والاقتصادية والأمنية إلي أسوأ ما كانت عليه خلال السنوات الأربع التي أعقبت ثورة يناير.
أساليب هؤلاء متعددة ومتنوعة فهم يرفعون شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان الضائعة في مصر ويحاولون إثارة الشائعات المغرضة حول الجيش والشرطة والقضاة ويستغلون مواقع التواصل الاجتماعي لنقل أكاذيب لا علاقة لها بالواقع حيث يتحدثون عن امتيازات وحوافز ومكافآت ضباط الجيش والشرطة والقضاة. ويتناقلون بيانات "مضروبة" عن أوضاع هذه الفئات المالية وما يحصلون عليه من الدولة وهدفهم هنا واضح ومكشوف للجميع وهو إثارة فئات المجتمع التي لا تزال تعاني من ضعف الأجور وتواجه مصاعب معيشية لكي يتظاهروا ويرفعوا شعارات فئوية وتصبح الحكومة في وضع ضعيف أمام ضغط المظاهرات والاحتجاجات.
هؤلاء المحرضون ليسوا قلة كما يتصور البعض فهم ينتشرون في كل مؤسسات الدولة الحكومية والإعلامية ويمارسون أبشع صور التحريض تحت سمع وبصر الجميع ويستغلون حالة التسامح التي تتعامل بها الدولة معهم ولا يأخدون العبر والعظات مما حدث لعناصر شاركتهم من قبل التحريض والتخريب.
وقاحة فلول الجماعة الإرهابية أن معظمهم لا يؤدون عملا يستحقون عليه أجرا. ومع ذلك لا يكفون عن الشكوي من ضعف الأجور وسوء الأحوال وغلاء المعيشة ويطالبون بالمزيد من المال مع أن ما يحصلون عليه سحتا وحراما حيث لا يؤدون مقابله أي عمل يذكر لأنهم بانتمائهم للجماعة الإرهابية لا يؤتمنون علي عمل ومع ذلك لا يكفون عن المطالبة بزيادة الراتب ومضاعفة المكافآت والحوافز والامتيازات الوظيفية!!
وقت وجهد فلول الجماعة الإرهابية كله منذ الإطاحة بالمعزول مخصص للتحريض والوقيعة بين الشعب والحكومة والتشكيك في نزاهة مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية والسيادية وهم ـ للأسف ـ لا يخجلون لسذاجة ما يرددون من شائعات ساذجة وافتراءات سخيفة لدرجة أن أحدهم ـ والمفروض أنه مثقف ويعرف الفرق بين الخبر الصحيح والشائعة الكاذبة والساذجة ـ جلس يحدثني عن بشاعة جرائم الاغتصاب التي تتعرض لها فتيات الإخوان داخل السجون المصرية.. بينما أسر لي أحدهم بأن الجيش هو الذي يقتل جنوده وضباطه في سيناء لكي يبرر ما يقوم به ضد المدنيين العزل هناك.
سذاجة هؤلاء ووقاحتهم لا تقف عند حد وهم لا يخجلون من حجم الأكاذيب التي يرددونها وللأسف مازلنا نتعامل معهم بتسامح ومودة علي أمل أن يتوبوا عن العداء للوطن الذي يحتضنهم ويحميهم ويتركهم يرددون الأكاذيب دون حساب.
كنت أعلن آمالا عريضة علي الجيل الجديد من أتباع الجماعة خاصة بعد اختفاء القيادات التي مارست عمليات غسيل مخ للشباب وغررت بهم ودفعتهم إلي ممارسة العنف البدني واللفظي ضد كل المصريين..لكن اتضح أنهم "خير خلف لأسوء سلف" وأنهم يسيرون علي درب العريان والبلتاجي وصفوت حجازي وأبوبركة وغيرهم من القيادات الإخوانية التي ملأت الدنيا إسفافا وبلطجة وتجسدت في سلوكياتهم كل مظاهر سوء الأدب.
كنا نعتقد أن لدينا القدرة علي حماية عقول هذا الجيل الإخواني وإنقاذه من نفوس أشرار الجماعة الذين يفضلون الانتحار دفاعا عن أفكار ومعتقدات بالية.. لكن واضح أننا نحرث في الهواء. وننفخ في "قربة مخرومة" ونعيش في وهم كبير فقد غرس كبار الجماعة في نفوس هذا الجيل الجديد بذور الإسفاف والشيطنة وهو ما نشاهده في سلوكهم الرديء وتحريضهم الشيطاني للعودة إلي تخريب البلاد وترويع العباد من جديد.
إسفاف شباب الجماعة الذي نشاهده في كل مكان يجب أن يوضع له حد خاصة بعد أن أحبطونا بإصرارهم علي الفوضي وممارسة كل أشكال القبح اللفظي والتدني الاخلاقي. والإصرار علي ترديد الشائعات التي تضر بأمن الوطن واستقراره.
لا يزال فلول الجماعة يمارسون كل ما هو شاذ وقبيح وغير أخلاقي ليس ضد خصومهم فقط ولكن ضد الشعب المصري كله. وما زالوا يرددون علي صفحاتهم كل صور الاسفاف ضد الجيش وقياداته فضلا عن وصلات الردح وسيل الشتائم والسباب التي تستهدف قيادات الدولة.
أبشع صور الاسفاف وكل فنون السب والشتم والعبارات والأوصاف المسيئة والأدعية الظالمة هي نصيب كل إعلامي أو سياسي أو كاتب يتحدث عن تجاوزاتهم ويطالبهم بالتعقل.. كل يوم أقرأ صنوفا من هذا التدني الأخلاقي في تعليقات الكثيرين من مناصري المعزول علي مواقع الصحف الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي لأشعر بعدها بالحسرة علي سلوك رجال ونساء ينتمون لجماعة كان شعارها "الإسلام.. هو الحل" وأتساءل: أين سلوك هؤلاء من الإسلام؟ أين أدب وأخلاق الإسلام فيما يرددونه ويكتبونه من عبارات قبيحة ومعان هابطة في كل مكان وخاصة علي مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ملأوا جدران شوارع مصر قبحا وإسفافا خلال السنوات الماضية.
والسؤال الآن: من ينقذ هؤلاء الشباب من شياطين الجماعة الهاربين والمسجونين ويعيدهم إلي حضن الوطن الذي ينعمون بخيراته؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف