محفوظ الأنصارى
خير "لعز".. مراجعة نفسه "ابن المرشد".. البريء!!
لن أغرق نفسي والقراء في جدلية "سخيفة" بل "وغبية" حول ما إذا كان من حق المهندس أحمد عز في الترشح لانتخابات البرلمان القادمة.. أم لا حق لها فيها.. بل الأكثر من ذلك وتجنبا لأي قدر من "السفسطة" ومن العبثية.. ومن الخداع والتزييف.. لا أمانع أو أوافق علي السماح له بالترشح.. لكن الأهم من الموافقة أو الرفض من الناحية القانونية هو احساس وموقف والضمير السياسي للشخص محل الجدل وهو أحمد عز فالقضية المثارة.. ليست "فتونة" وليست عنادا كما انها ليست استعراضا للقوة أو للنفوذ أو للقدرة علي شراء الذمم وتجميع الأصوات ودفع الغلابة وأصحاب الحاجة إلي صناديق الاقتراع.
* القضية أكبر وأعقد من هذا بكثير.
* وهي في نفس الوقت واللحظة.. أبسط وأسهل من هذا وذاك.
* القضية أكبر وأعقد لأنها تتعلق بمستقبل وطن ومصير أمة وتطلعات شعب. عاني ومازال يعاني ويتمني الدخول في مرحلة جديدة بعيدة وخالية من المناورات والمؤامرات والحيل والأكاذيب.. اختصارا لطريق الصلاح والإصلاح وصولا إلي بداية حقيقية للتنمية والإنتاج.
والقضية وكما قلنا أسهل وأيسر.. إذا ما تم التعامل معها.. "بالطريق الدغري".. بالطريق الإنساني وأعني به الطريق الأخلاقي لكن رغم بساطة هذا الطريق وسهولته إلا انه في حاجة إلي ضمير حي وفي حاجة لأناس "عندهم دم" خاصة إذا كان هؤلاء الناس أو البشر أصحاب تجربة خاصة إذا كانوا قد تم اختبارهم وتم التعامل معهم وخاصة.. إذا كانوا قد تربحوا.. واحتكروا وجمعوا المليارات خاصة أيضا ان "الرئيس المعزول" حينما حاول أن يستوعب ثورة 25 يناير في بدايتها وحاول أن يسترضي الشعب الذي خرج عليه مناديا بعزله.. أصدر - مبارك - قرارا بعزل أحمد عز من الحزب الوطني وأبعده عن الأمانة العامة للحزب وأسقط عضويته.
معني هذا ان النظام نفسه الذي "خلق عز" ورباه ورعاه.. اعترف بأنه رمز الفساد أو أحد رموزه وان ازاحته بعيدا عن المشهد السياسي والتخلص منه قد يكون كفيلا بتهدئة النفوس واحتواء الثورة.
خلاصة القول.. في هذه النقطة بالذات هو ان يتراجع عز وبإرادته الشخصية عن هذا التحدي الصارخ وعن هذا العناد الغبي وعن هذا الاستفزاز الإجرامي ودعونا من أي حديث "فارغ" عن الاحتكام للصندوق أو ان الشعب هو صاحب القرار والاختيار فالكل يعرف ما نحن عليه.. يعرف حجم الفقر والجهل والأمية والمرض ويعرف تأثير الحاجة علي الناس.
وإذا كان أحمد عز يتحدث اليوم عن عودته للسياسة من أجل أن يحقق "العدل" كما يقول فأين كان العدل.. يوم حكم وأدار؟! ولذلك فحديثنا اليوم عن "الذوق".. عن الضمير وعن الأخلاق وعن الدم. وليس حديثا عن "العدل" الذي أظن انه من عمل معهم ولهم لم يقتربوا منه يوما.. وعلي امتداد 30 سنة.
***
ملاحظة أخري.. سوف اتوقف عندها اليوم.. وهي في جوهرها لا تختلف كثيرا.. عن ظاهرة أحمد عز وتصميمه علي خوض الانتخابات أملا في العودة إلي السلطة والنفوذ والقرار والمال.
المسألة أوالملاحظة التي أود التوقف عندها هي: كنت قد قررت بيني وبين نفسي ان اتوقف عن القراءة لعدد من الزملاء والكتاب وخلال الفترة القليلة الماضية والسبب هو ان عددا ليس قليلا منهم.
قد كشف فجأة عن انتماءاته الحقيقية وعن ارتباطاته الخارجية المشبوهة وعن نواياه بالنسبة لهذا الوطن وبالنسبة للثورتين اللتين خرج الشعب عن بكرة أبيه ليغير بهما واقعا رزح تحت ويلاته سنوات لكن وبعد هذا الإجرام المحموم والعنف المدبر والمخطط وبعد هذه التعبئة الخارجية والداخلية من أجل ادخال الوطن والزج به في أتون جهنمية.. يتصاعد فيها العنف إلي مستويات وحالات غير مسبوقة لا يأمن فيها المواطن علي حياته وأولاده ومسكنه وحركته.
بعد هذه "التعبئة المرعبة" والإجرام السافر.. راجعت نفسي بالنسبة لعدد من الكتاب والزملاء الذي سبق وقررت ألا اقرأ لهم.. ظنا مني ان التطرف الذي حدث ويحدث وان قطع الرقاب واحراق البشر أحياء وتدمير أسباب الحياة من ماء وكهرباء ومصانع ومواصلات وغير ذلك كثير وكثير.. كل هذا قد يكون قد ترك مساحة لمراجعة النفس.. بالطبع نفس المجرمين والمحرضين والممولين والمخططين وان الكثير ممن بقي بداخلهم قدر من عقل ومن إيمان ومن أخلاق ومن علم ودين قد قرر العودة عما ذهب إليه وان الحق احق ان يتبع وان سوء التقدير والحساب.. قد يأخذنا في بعض الأحيان بعيدا عما دعا الله إليه وعما اتفق عليه البشر من فضائل.. لكني اعترف ان ظني قد خاب وان الكفر الذي يتهمون الناس به قد أصبح مكونا ثابتا وأصيلا في قلوبهم وعقولهم ونفوسهم.
ولذلك عندما عدت لقراءة من قررت "مقاطعة ما يكتبون" إذا بي اتوقف عند عدد من "المقالات" والتحليلات وكما يقولون "التغريدات" فإذا بها أسوأ مما كانوا عليه - قبل مقاطعتي لكتاباتهم - وسألت نفسي عن السبب: هل هو الغباء.. هل هو الرشوة والمال.. أم هي "العمالة" والارتباطات وكذلك "المستمسكات" التي سجلها لهم الكبار.
وهنا سأقدم مثلا واحدا.. مقال يتحدث فيه صاحبه وهو حزين.. وهو منفطر القلب والفؤاد.. علي "ابن المرشد العام للإخوان".. هذا البريء الذي لم يقترف جرما وكيف ان "جماعة من الأشرار" ذهبوا إلي حيث يتواجد أو يقيم وأحرقوا سيارته.
ويتعجب كاتب المقال.. "كيف سمحت" جماعة الأشرار ان تحرق سيارة "الشاب" ابن المرشد.. ولم يقترف ذنبا.. ولم يعتد علي أحد وان ذنبه الوحيد انه وجد نفسه "ابنا للمرشد".
والسؤال: ما كل هذه الإنسانية الطاغية؟ وما كل هذا "المنطق" المشوه؟ وما كل هذه المغالطة الظالمة؟
ألم يسأل الكاتب نفسه عن مصير أبناء الضحايا الذين يسقطون يوميا.. بل وكل لحظة.. حينما يتم اغتيال آبائهم وذويهم.. بينما لا هم.. ولا الآباء والاخوة. بل والعائلة قد اقترفوا جرما ضد أحد.. إلا إذا كان الدفاع عن أرضه جريمة يقوم بها الضباط والجنود في الجيش وإلا إذا كان دور الأمن والداخلية في الدفاع عن الأمن والاستقرار وحماية الأوراح والممتلكات لجماهير الشعب جريمة.
يا أيها "الكبار".. توبوا.. واستقيموا في سلوككم.. وفي تفكيركم يرحمكم الله.. وان كنت اعتقد ان الرحمة عليكم.. لا تجوز.