الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
الفرار من الموت
القسوة تدفعها قسوة. الظلم انهمر في جوف الليل والشر تقاطر في ذعر عجيب يكتسح الانسان المقهور. في أرض يحكمها الطغيان. لا يعرف قيمة شعب أقعده علي كرسي القيادة. فظن أنه الإله الأوحد والحاكم الفرد النمرود الذي لا يقهر. وصاحب الحق الذي لا يقاومه عقل أو فكر أو ضمير.... الحرية لديه منحه إن شاء أعطاها وإن شاء منعها. الأرض يملكها بلا منازع. السماء أيضاً.... من يخرج عن طاعته. يخرج من ظل الحياه. لا يرعي إلا الضياع والشتات...... مالم يلحقه الموت بالبارود والنار يلحقه في البحر وتحت مظله الهروب من الجحيم.
هذا هو شعب سوريا. غضب عليه إلهه وداعش الإرهابية فكان مصيره التدمير والتخريب والقتل العنيف الذي لا يرحم..... حكومته والشيعه من جانب وداعش من جانب آخر كلاهما أقسي من سابقة وأشد طغيانا من الآخر لا يعرفا رحمة ولا إنسانية. يكتسحان في طريقهما كل عوامل الخير وملامح الإنسان حتي لا يبقي علي الأرض صاحب حق ولا يذرا ضعيفاً أو طفلا أو إمراة.
كانت النتيجة مئات الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح ومهاجر لا يجد مأوي.
والعجيب أن من يفعل ذلك يرفع علم الإسلام وآخر يرفع علم العروبه ولا يجد السوريون من يأويهم ويتبني قضيتهم إلا قليل من البلاد العربية. وتنتفض أوروبا لتفتح باب الإيواء للمهاجرين السوريين.
في مصرنا الحبيبه أعداد هائله من السوريين يعملون في كافة المجالات. وكعادة المصريين دائما أعطوهم من الرعاية ما جعلهم يشعرون أنهم في بلادهم وحقق بعضهم نجاحاً كبيراً في مجالات عدة. كنت أتعامل مع أحدهم يدير مكتباً لأعمال الكتابة علي الكمبيوتر في الاسكندرية وفي إحدي المرات لم اجده وأخبرني من حل محله انه زوجته وأطفاله الصغار ماتوا غرقا في محاولة الهجرة إلي إيطاليا فشعرت بأن سيفاً قاطعا ينهال علي جسدي يقطعه أرباً ولعنت كل حاكم جبار يهين شعبه ويحكمه دون رغبته.
حين رأيت صورة الطفل المسكين الذي ألقاه الموج علي شاطئ تركيا نائما تزفه الملائكة إلي جنة الخلد إن شاء الله ليكون شاهدا علي ظلم الإنسان لأخيه الإنسان تذكرت أطفال مؤمن السوري بوجههم الملائكي وبرائتهم الطهور.
وصمة عار في جبين الانسانية أن يموت الأطفال بلا ذنب أو جريره ولعلهم يشكون لربهم ظلم حاكم أراد كسر إرادة شعبه وجماعة إرهابية دمرتهم وإهمال عرب تغاضوا عن نصرة الحق ومواجهة مؤامرات أحدثها الغرب وإسرائيل لتكون هي الأقوي والاكثر تقدماً.. يشغلوننا بعمليات إرهابية لنغفل عن نهضتنا وننساق ورائهم تابعين.
حمي الله مصر لتبقي درعاً وحصنا للامة العربية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف