صباح الخير
هايدى فاروق
المشهد الانتخابى مربك والمرشحون بلا تاريخ سياسى
يسود المشهد الانتخابى حالة شديدة من الارتباك والتخبط ما يهدد البرلمان القادم بالحل، فكثير من الشخصيات العامة انسحبت من العملية الانتخابية بينما تصارعت أسماء أخرى بلا رصيد سياسى على القوائم وتزايدت الاتهامات حول سرقة المرشحين وإخفاء ملفات آخرين قبل اللحظات الأخيرة من إغلاق باب الترشح .

نتج عن ذلك انسحاب قائمة صحوة مصر التى تمثل التيار اليسارى الثورى فى الشارع المصرى لتخلو الساحة أمام الفلول ونواب المال السياسى .
• سرقة الملفات
سرقة ملفات المرشحين كانت أحد الاتهامات، فقد كشف ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل عضو المجلس الرئاسى بتحالف الجبهة المصرية قبل إغلاق باب الترشح بساعات عن تعرض ملفات مرشحى » قائمة مصر « الخاصة بمحافظات شرق الدلتا، للسرقة .
وقال الشهابى إن الحادث متعمد حتى تضيع الفرصة على كل من أئتلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال، المشكلين للقائمة، فى التقدم بأوراق المرشحين فى آخر موعد لتقديم الأوراق .
وأضاف الشهابى : أن ذلك الحادث هو استنساخ لأساليب الحزب الوطنى المنحل، التى كان يستخدمها من قبل ضد منافسيه بالانتخابات .
الشهابى أوضح أن قائمة مصر التى تضم ائتلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال فيها شخصيات معروفة وتحظى بسمعه جيدة وأن قائمة فى حب مصر كانت تريد أن تخوض الانتخابات بلا منافس وإعلان الدكتور عماد جاد لفوزها بالتزكية مخالف صريحة .
شهابى يرى أن من يديرون المشهد الانتخابى هواة والبعض قد سارع للدخول فى قائمة فى حب مصر ظنا أنها قائمة الرئيس ومعظم المرشحين بلا تاريخ سياسى أو إنجازات تذكر .
وعن الاهتمام بالقوائم وترك مرشحين الفردى وهو الباب الخلفى لدخول الإخوان والسلفيين أكد الشهابى أن الفردى لا ولاية للأحزاب عليه وأن الأحزاب كانت تطمع فى القوائم لتمثيل عادل لكن مرشحى الفردى هم قادرون ماليا على خوض الانتخابات بتمويلهم الخاص لكن أمل الأحزاب فى القوائم كان كبيرا بهدف التمثيل العادل .
وأشار إلى أن القائمة فى حب مصر، سعت لفرض أشخاص بعينهم لخوض الانتخابات البرلمانية على الجبهة المصرية، والأحزاب السياسية، المشاركة، بدعوى أنهم تبرعوا للقائمة .
• عبث
محمد محيى الدين عضو مجلس الشورى السابق وأحد المنسحبين من انتخابات 2015 أكد أن المشهد الانتخابى عبثى وهو نتيجة غياب إرادة سياسية فى وجود برلمان قوى وأن اللجنة العليا للانتخابات مع كامل احترامى وتقديرى تتصرف بميوعة إدارية .
واللجنة لا يهمها سوى انتخابات بات محكوما عليها بالفشل مرة أخرى وبالعودة للمربع صفر لغياب الإرادة السياسية الأكيدة فى هذا الصدد، وبين أشخاص يبغون الشهرة أو يدفعهم هدف ما يقضون يومهم وربما ليلتهم فى أروقة القضاء الإدارى رافعين فى وجه الجميع قضايا من مختلف الأنواع لابد أن تصيب إحداها الهدف وهو استمرار الفشل السياسى وغياب المؤسسات الذى نحياه .
وتساءل النائب السابق عن السبب الذى يدفع القضاء واللجنة العليا للانتخابات ووزارة الصحة للتعامل مع المرشحين كلصوص للمال العام فيستباح مالهم ووقتهم ويستنزف ما لديهم من أجل لاشيء سوى الهوى بكل أنواعه وطنين الكلام الذى لا يفيد مصر فى حالتها الراهنة .
• اليد قصيرة
وقال محيى الدين أنا أستاذ جامعى راتبى هو 5400 جنيه وسبق ودفعت المبلغ المخصص للكشف الطبى وهو قبل التخفيض كان يفوق الأربعة آلاف جنيه بخلاف مبلغ التأمين وهو 3000 جنيه فبأى منطق تطالبوننى أن أدفع 3000جنيه مرة أخرى؟
محيى أوضح أن القليل جدا ممن ترشح هم من يهتم بمصر ومصلحة الوطن لأن معظم من ترشح يهتم بطموحه الشخصى ولا يملكون حتى مقومات مشروع برنامج انتخابى .
محيى اشار إلى أن هذا العام لن يكون هناك تزوير فى الصناديق ولكن التزوير حدث قبل ذلك عندما تم التضييق على شخصيات عديدة فلم تتمكن من الترشح .
وعن وجود ظهير حزبى للرئيس يؤكد محيى الدين أنه فى كل دول العالم توجد هذه الظاهرة لكن عندنا فى مصر السؤال الأهم هو كيف يتشكل الظهير الحزبى للرئيس وهل سيتشكل من نفس الوجوه فى كل نظام فهذا هو الخطر، فمعظم هذه الأسماء ستتواجد خلف أى رئيس، المشهد حاليا متروك للعبثيين ومرجح له الحل ليلحق ببرلمان 2010 .
• ارتباك
موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد كان مقررا أن يخوض الانتخابات على قائمة فى حب مصر لكنه أكد أنه تقدم لخوض الانتخابات على قائمة أخرى بعد أن علم أنه سيتم التضحية به من أجل مرشحين آخرين .
موسى أشار إلى أن المشهد الانتخابى مربك ولم يتم الإعداد له وحتى آخر لحظة والقوائم يتم استبدالها ودخول شخصيات وخروج شخصيات أخرى بهدف إرضاء ود شخصيات عامة وقال إنه لم يفاجأ بعدم وجود اسمه بقائمة » فى حب مصر « خاصة أن القائمة كانت تعيد ترتيب أوراقها فى الفترة الأخيرة.
• خيانة
خلافات أخرى شديدة الضراوة ظهرت فى المشهد بعد إغلاق باب الترشح فقد تقدم إيهاب سعد وآخرون من تحالف العدالة الاجتماعية ببلاغ ضد الدكتور جمال زهران منسق تحالف العدالة الاجتماعية «25 30» متهما زهران بالنصب على مرشحى البرلمان .
فزهران جمع ما يقرب من 240 مرشحًا لتكوين تحالف على قائمة باسم التحالف، حيث قدم المرشحون أوراقهم للتحالف، ثم فوجئوا بعدم تقديمها إلى اللجنة العليا فى الوقت المحدد .
زهران وصف ما حدث بأنه نتيجة لرفض المرشحين إجراء الفحص الطبى مرة أخرى مشير إلى أنه تقدم بطلبات إلى اللجنة العليا من أجل إعفاء المرشحين الذين سبق أن أجروا الكشف الطبى من المصروفات عند إعادته خاصة أن عددهم 160 مرشحا لديهم كشوف قديمة والتحالف تحمل فى المرة السابقة تكلفة الكشف الطبى للمرشحين الاحتياطيين ولكن تم إبلاغه بأنه لن تقبل أوراق سوى بالكشف الجديد فأبلغنا المرشحين ورفضوا دفع مصاريف أخرى للكشف الطبى .
• انسحاب صحوة مصر
ناقش «ائتلاف الأحزاب الاشتراكية» الأوضاع والظروف التى أدت بقائمة «صحوة مصر» ، إلى اتخاذ قرارها الصعب بالانسحاب من المعركة الانتخابية للبرلمان القادم، التى يمكن إجمالها فى ارتباك وتردد «اللجنة العامة للانتخابات» ، وإصرارها على وضع العديد من العراقيل والموانع، التى تصب فى تعويق القوائم الوطنية، التى لا يتدفق إليها المال السياسى، من الداخل والخارج، على المشاركة الفعّالة والمنجزة فى المعركة الانتخابية، وفى مقدمة ذلك فرض إعادة الكشف الطبى على الأعضاء الذين سبق لهم إجراؤه، منذ فترة وجيزة، دون داعٍ أو مبرر موضوعى، ما أدى هذا إلى انسحاب القائمة الوطنية والديمقراطية، «صحوة مصر» ، من الانتخابات .
أحمد بهاء شعبان قال إن إعادة الكشف على المرشحين من جديد جعل قائمة صحوة مصر تنسحب من الانتخابات فكيف للقائمة أن تدفع مليون جنيه أخرى للكشف على 240مرشحا .
شعبان يرى أن الانسحاب خسارة كبيرة لمصر لأن قائمة «فى صحوة مصر» كانت هى القائمة الوحيدة التى ستعبر عن صوت الثورة وهى الصوت الوحيد الذى يعبر عن ثورتين وكانت ضد الإخوان وضد الفلول لكن للأسف فقدنا الصوت المعبر عن اليسار فى مصر وفقدنا من يمكنهم الدفاع عن العدالة الاجتماعية ليحمى النظام الانتخابى فى مصر لصوص المال العام ودواعش مصر فكيف نتخيل ألا يكون فى البرلمان أسماء كالدكتور عبدالجليل مصطفى والناشط جورج إسحاق وأن من يمكنه الترشح هم نفس الوجوه القديمة التى ثرنا عليها الذين تبلغ مقرات حزبهم 80 مقرا فمن أين جاء بكل هذه الأموال لافتتاح جميع هذه المقرات فمعيار تواجد الحزب على أرض الواقع هو البرامج القوية وليست فى عدد المقرات .
شعبان أشار إلى أن القوى اليسارية ممثله فى «ائتلاف الأحزاب الاشتراكية»، هى :«حزب التجمع الوطنى الوحدوى»، و«الحزب الاشتراكى المصرى»، و«الحزب الشيوعى المصرى»، ستستمر فى الدفاع عن مصالح الطبقات الشعبية وحقوقها، عبر المشاركة النشطة فى الانتخابات الفردية، حرصاً على ألا تترك الساحة فارغة أمام فلول نظامى «مبارك» و«الإخوان» وسوف يخوض 40 مرشحا يساريا الانتخابات .
شعبان أكد أننا نحتاج لمعجزة كما حدث فى ثورة 30 يونيو متمثلة فى إجماع الشعب المصرى على نبذ الفلول والإخوان من العملية الانتخابية لأن المنظومة الانتخابية فى مصر أعطت كتفا قانونيا لكل مرشحى الثورة .
وقد قررت الأحزاب الاشتراكية التى ستكمل المعركة الانتخابية اعتبار كل المرشحين المخلصين لمصالح الشعب والوطن، مرشحين للاشتراكيين المصريين، سيجرى دعمهم، ومساندة حملاتهم الانتخابية، بكل السبل المتاحة .
محمد البحيرى مرشح شاب فردى عن دائرة الصف يرى أن القوائم صنعت خصيصا لتمثيل القوائم المهمشة فى المجتمع كالمرأة والشباب والأقباط لكن ما حدث هو التفاف كبير عليها وتغيرت 360 درجة وسيطر عليها رؤساء الأحزاب حتى التمثيل العادل لشباب لم يعد موجودا فتم تصعيد المرأة على حساب الشباب، حيث تحمل صفتين امرأة قبطية وامرأة شابة وامرأة معاقة فحدث دمج صفات .
محمد أشار إلى تجربة نفذوها فى الصف وهى شباب لازم يتمكن وهى عبارة عن مجهودات فردية واستبدال وسائل الدعايا المكلفة بأخرى أقل تكلفة كالبوسترات محل البنرات . •
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف