الجمهورية
ماهر عباس
45 عاماً علي رحيل الزعيم ناصر
بعد غد الاثنين 28 سبتمبر تمر 45 عاماً علي رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر.. وبالمصادفة أيضاً كان رحيله يوم الاثنين عند الساعة السادسة مساءً تقريباً حسبما أعلن يومها.
في هذا اليوم خيمت علي مصر سحابة من الحزن عندما أعلن خبر وفاته وليس علي مصر فقط بل كل دول العالم الثالث التي كان عبدالناصر حاملاً رايتها من أجل التحرير والاستقلال والحرية والسيادة.. ومن أجل هذه الدول تحدث عام 60 باسم دول عدم الانحياز في الأمم المتحدة لأول مرة باللغة العربية التي لم تكن قد اعتمدت كلفة رسمية في المنظمة الدولية بعد.. وكأن التاريخ يعيد نفسه فنحن بعد غد ننتظر خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في المنظمة الدولية للمرة الثانية مسجلاً عودة مصر إلي مكانتها وريادتها الدولية والإقليمية بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو.. ويسجل للرئيس عبدالفتاح السيسي أنه أول رئيس مصري يهتف بوطنية باسم بلاده علي منبر المنظمة الدولية معلناً أن مصر العربية ستظل محافظة علي مكانتها دولة حامية للسلام والتعايش مع العالم.. عندما هتف هتافه الأشهر "تحيا مصر" الذي أصبح شعار مرحلة مهمة في تاريخ هذا الوطن الذي يعيد بناءه من جديد بروح مصر العربية شعباً وأمة.
وأيضاً في الوقت الذي يقف الرئيس عبدالفتاح السيسي في المنبر الدولي يلقي خطابه متزامناً مع خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضاً كأن التاريخ يعيد نفسه عندما تزامن خطاب ناصر الزعيم مع خطاب الرئيس السوفيتي خرشوف.. وبالرغم من فارق الزمن بين التاريخين 1960 - 2015 إلا أن زيارة قصيرة مرة ثانية للتاريخ تجعلنا نقول إن الزعيمين المصري والروسي يدشنان لعالم جديد يعيش علي شراكة المصالح لا مساندة الإرهاب.. علي التعايش السلمي لا علي الفوضي الخلاقة التي بشرتنا بها طيبة الذكر كونداليزا رايس وطبقها زعماء أمريكا لصالح إسرائيل وتمزيق المنطقة العربية التي تعيش مرحلة دقيقة في صراعات داخلية كما في اليمن والعراق وسوريا وليبيا والصومال.. وانتشار الإرهاب الأسود الذي يحتاج لمواجهة دولية شاملة للحافظ علي دولنا ودول العالم.
أبناء الريف والفلاحين البسطاء وأنا منهم لن ينسوا ناصر الذي انتصر للفلاح بالتعاون الزراعي والجمعيات الزراعية وانتصر للعمال في مصانع حلوان والمحلة الكبري وكفر الدوار.. لن ينسي أبناء الفلاحين السد العالي الذي بني من أجل توفير المياه وإنقاذ الوطن من الفيضانات.. وجاء من ينتقدون هذا المشروع الذي صنف دولياً أنه مشروع القرن الماضي.. إنجازات ناصر برغم الانكسارات التي لا تنتقص أبداً من الزعيم لأن المعادلة في النهاية لغة الإنجازات لصالح الشعب الذي أحب ناصر.. لم يحدث حتي عهده زواج الثروة بالسلطة ونهب ثروات الوطن وسلاح البطالة الرهيب الذي يقبسم ظهر شباب مصر.. لم يحدث في عهده تجريف الحياة السياسية وعودة مجتمع النصف في المائة بقيادة ناهبوا ثروات الوطن.. كانت ذراعه الإعلامية الإعلام القومي وتليفزيون لا قنوات وصحف رجال الأعمال وأباطرة الانفتاح وسياسة السداح مداح التي خيمت علي الوطن أكثر من نصف قرن اليوم اسأل من ينتقدون ناصر من جعل الشباب يرفعون صوره في التحرير مع الرئيس السيسي بعد 44 عاماً من رحيله؟ الإجابة لأنه عرف قدر وطن له دوره المحوري العربي والإسلامي والدولي.. لم يرضخ إلا لإرادة الشعب القائد والمعلم فكان ناصر القائد والمعلم!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف