خلال الخمس سنوات الماضية توالي علي وزارة التربية والتعليم 7 وزراء بالتمام والكمال، ويبدو للمتابع للمنظومة التعليمية أنها لم تحظ بالاستقرار المطلوب لكي نحصل علي نتائج منشودة يرجوها كل بيت مصري..أتذكر أنه في مارس 2007 بدأ العمل علي صياغة استراتيجية قومية لتطوير التعليم ما قبل الجامعي في مصر ، وتوافد علي المناقشات فيها نخبة من خبراء أصول التربية وتطوير المناهج وطرحت لحوارات وجلسات نقاشية ومجتمعية تخطت أصابع اليدين والقدمين معا انتظارا لمنظومة تعليمية متكاملة تمت الاستعانة بها بتجارب في البرازيل وماليزيا وإندونيسيا علي ما أتذكر .. شارك في وضع الخطة أكثر من 200 خبير مصري في مختلف المجالات يمثلون وزارة التعليم والمحافظات ووزارة التنمية الإدارية والجامعات وكليات التربية والمجتمع المدني والجهات المانحة، بالإضافة إلي 10 خبراء دوليين.. وبلغ عدد ساعات العمل الكلية في وضع الخطة أكثر من 150 ألف ساعة، وكان من أبرز نتائجها موضوع "الجذع المشترك" الذي ربط بين التعليم العام والتعليم الفني في محاولة لإعادة إحياء التعليم الفني في مصر الذي عجزنا عن فك طلاسمه حتي يومنا هذا ..وكان من المفترض أن يتم البدء فيها لتنتهي مرحلتها الأولي في 2012 ، ولكن دخلت الأدراج وظلت حبيسة فيها إلي يومنا هذا دون أن نعرف السبب من قبل ثورة 25 يناير..وبعد ثورة 30 يونيو قاد وزير التعليم الأسبق د.محمود أبو النصر خطة أخري لتبدأ من 2014 إلي 2030 ولكن مع رحيله من الوزارة اختفت هذه الاستراتيجية ولم نعد نعرف مصيرها هل يتم تطبيقها أم أنها ذهبت لتؤنس وحشة سابقتها في أدراج الوزارة..التعليم في مصر يا سادة بحاجة إلي استراتيجية واضحة ومعتمدة من دولة ومجتمع قويين ..ومهما تعاقب عليها من وزراء فهم ينفذون إرادة شعب ودولة مؤسسات ..و لا تدار العملية التعليمية بهوي حكومة أو وزير كلاهما زائل بعد حين..فاستفيقوا يرحمكم الله.