الأخبار
أحمد السرساوى
متي يعود الدفء بين القاهرة والرباط ؟
هل يتسرب الدفء المعتاد بين مصر والمغرب؟!
أتمني ألا تكون ملاحظتي في محلها، فما بين القاهرة والرباط، سواء علي المستوي الرسمي أو الشعبي أكبر وأقوي من أن أقوم بالتذكير به أو تكراره.
ولكن ما دعاني لطرح سؤالي علي هذا الوجه المعلومات التي تبثها الخارجية المصرية عن العلاقات مع مملكة المغرب الشقيق وهي ــــ أي المغرب ـــــ تنطلق بخطوات واسعة نحو الانفتاح مع اوروبا والعالم ورؤيتها أن تكون جسرا بين دول وسط غرب إفريقيا الأكثر غني وتمدنا وبين أوروبا الغربية.
أعود إلي العلاقات المصرية المغربية التي لم تشهد تطورا محوريا منذ عام ٢٠٠٦ أي منذ تسع سنوات تقريبا، حين عقدت اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.. ومن بعدها تراوحت بعض الزيارات علي المستوي الوزاري أو الأقل تمثيلا ولم تسفر كلها عن أي تقدم ملموس كما هو مأمول بين الشقيقتين!!
كما أن حجم التبادل التجاري بيننا ضعيف للغاية ولم يتخط حتي الآن حاجز الـ ٥٠٠ مليون دولار رغم الامكانيات الكبيرة للتعاون بين الاقتصادين المصري والمغربي، وكلاهما لديه الطموح والأسباب التي تجعله في المقدمة.
الأكثر من هذا أن مصر والمغرب يتحكمان في بداية ونهاية الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، وكلاهما يخطط لمشروعات بحرية عملاقة، مصر تبني مشروع شرق بورسعيد بالتوازي مع تطوير المجري الملاحي لقناتي السويس الجديدة والقديمة، تمهيدا لتحويل المنطقة لمركز عالمي للتجارة والصناعة وخدمات السفن، والمغرب الشقيق يعيش نفس الحلم علي الطرف الآخر من ساحل المتوسط المؤدي للمحيط الاطلنطي من خلال تطوير ميناء طنجة وتوسعته ليكون محطا للسفن العابرة نحو اوروبا والأمريكتين وغرب افريقيا.
وأري أن التكامل والتنسيق بينهما في هذا المجال ولو علي مستوي تبادل المعلومات والخبرات وفتح خطوط ملاحية تجارية بينهما سيكون في صالح البلدين بكل تأكيد.
وكما قلت فإن للمغرب رؤيته المستنيرة للانفتاح علي أوروبا الغربية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، كما أن له خبرة عميقة في مكافحة الفكر الديني المتطرف لابد من الاطلاع عليها عن قرب والاستفادة من منجزاتها.
كما أن للمغرب دوره المهم والخطير في استتباب الأمن في غرب وشمال إفريقيا المطل علي أوروبا عند أشد اقتراب بين القارتين في جبل طارق، ويكفي أنها سبقت مصر في امتلاك فرقاطة بحرية من طراز فريم الفرنسي التي حصلت عليها عام ٢٠١٢ بينما حصلت عليها مصر في ٢٠١٥.
وهذه النقطة بالذات أي استتباب أمن جنوب البحر الأبيض المتوسط من جهتي الشرق الذي تمثله مصر، والغرب الذي تمثله المغرب، يمكن أن يكون مجالا اضافيا لأهمية تطوير العلاقات بين البلدين، خاصة مع وجود زعيمين مخلصين للعروبة ولبلديهما في الرباط والقاهرة وهما الملك محمد السادس والرئيس عبدالفتاح السيسي.. لإعادة دفء أراه مفقودا..!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف