عماد الدين حسين
مخاوف سفير أوروبي بالقاهرة
مساء الثلاثاء الماضى قابلت سفير دولة أوروبية متوسطية بناء على طلبه. الرجل كان يريد ان يستمع لوجهة نظرى بشأن ما يجرى فى البلاد.
تحدثت معه لحوالى ساعة، سألنى كثيرا وكانت كل اجاباتى من واقع ما أكتبه فى هذا المكان.
الذى لفت نظرى هو سؤاله: «هل تعتقد أن جماعة الإخوان جادون فى تهديد مصالح وتجمعات الدول الأوروبية والأجانب فى مصر؟!.
السفير كان يتحدث بصورة جادة عن المخاوف التى قد تنتاب الأجانب من هذه التهديدات.
ولمن لا يعرف فقد تلت ما تسمى بـ«قيادة شباب الثورة وحركة العقاب الثورى» التابعة للإخوان بيانا عبر قناة رابعة الإخوانية - التى تبث من تركيا - هددت فيه الأجانب باستهدافهم إذا لم يغادروا مصر حتى ١١ فبراير الحالى «امس» وكذلك إعطاء جميع الشركات الأجنبية العاملة فى مصر مهلة حتى ٢٠ من هذا الشهر، فى حين تم اعطاء السفارات الأجنبية مهلة حتى ٢٨ فبراير إضافة إلى السائحين وكل الدول المؤيدة للحكومة المصرية.
قلت للسفير الأوروبى ان هذه تهديدات متوقعة.
دبلوماسية كانت بجانب السفير سألتنى: هل هذه التهديدات ستزيد من تعاطف المصريين مع الإخوان أم العكس؟! رددت إليها السؤال قائلا: هل ستشعرين بأى تعاطف مع الإرهابيين اذا هاجموا الأجانب، فردت بالنفى.
قلت لها نفس الأمر ينطبق على جميع المصريين الأسوياء .
عاد السفير وسألنى: كيف يمكن لدولة مثل تركيا أن تسمح لأى فصيل أو شخص أن يتلو بيانا من على محطة تليفزيونية تبث من أراضيها يوجه فيها مثل هذه التهديدات للأجانب؟.
من وجهة نظر السفير فإن هذا التصرف غير طبيعى بالمرة ويضع المتورطين فيه تحت طائلة القانون.
من المنطقى أن يشعر الأجانب فى مصر بالقلق بعد هذا التهديد، وان يسعوا للحصول على الطمأنينة.
لو كنت مكان الحكومة لقمت باستغلال هذه «الهدية الإخوانية المجانية الثمينة»، ووزعت فيديو قناة رابعة على كل البعثات الدبلوماسية الأجنبية خصوصا الأوروبية، لا قول لهم: هذه هى الجماعة التى يؤيدها بعضكم وقد خلعت تماما برقع السلمية؟.
جماعة الإخوان لاتزال ناجحة فى اقناع بعض الدول بأنها جماعة سلمية تنبذ العنف.
لو كنت مكان الحكومة لقمت بإرسال عشرات النسخ من هذا الفيديو إلى السفارة الأمريكية والكونجرس والبيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية وكافة مراكز الأبحاث ووزارة الخارجية الأمريكية الكبرى والصحف الرئيسية خصوصا النيويورك تايمز والواشنطن بوست، ويكون هذا الفيديو مصحوبا برسالة صغيرة خلاصتها هذه هى الجماعة التى تعلقون عليها أملا وقمتم باستقبال وفد منها فى البيت الأبيض والخارجية وقلتم انكم ترفضون تصنيفها جماعة إرهابية.
والأكثر أهمية أنه وقبل ان نفعل ذلك علينا أولا أن نبذل كل الجهد لتوفير الأمن والاستقرار، لأنه إذا نجح الإخوان فى تنفيذ عمليات كبرى ضد الأجانب فسوف يؤثر ذلك بصورة سلبية على مجالات كثيرة أهمها الاستثمار الأجنبى فى مصر.
انتهى لقائى مع السفير الأوروبى وشعرت انه بدأ يفهم الصورة. لدى ما يشبه اليقين بأن جماعة الإخوان ستتحول قريبا إلى عمليات عنف واسعة النطاق وعلنية، وستكرر بصورة أو بأخرى ما فعلته «الجماعة الإسلامية» فى التسعينيات حينما استهدفت الأقباط والسائحين وكبار المسئولين.
مثل هذه البيانات الإخوانية العشوائية مقصود بها إثارة فزع ورعب ليس فقط المصريين ولكن الأجانب أيضا، من أجل إفشال مؤتمر قمة شرم الشيخ الاقتصادى فى المدى القصير، وانهاك الدولة واسقاطها فى المدى المتوسط أو الطويل.
ما يفكر فيه الإخوان ويخططون له، أمر منطقى لأى فصيل إرهابى، لكن كيف يمكن للدولة أن تواجه ذلك وتهزمه؟! ذلك هو السؤال الذى ينبغى أن يشغل بال الجميع.
اقرأ المزيد هنا: http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=12022015&id=3a2aed6d-93d7-474a-9b56-a5b65349f122