الأهرام
مرسى عطا الله
المسرح والسياسة!
1 - ما هي علاقة انتعاش الفنون بشكل عام والمسرح بشكل خاص مع انتعاش الحراك السياسي في أي مجتمع؟

هذا السؤال يحظي منذ سنوات باهتمام واسع في الأوساط المسرحية ودوائر المثقفين المعنيين بشئون المسرح ليس عندنا فقط وإنما في أوروبا وأمريكا أيضا في إطار عملية تقويم واسعة للآثار السلبية التي ترتبت علي دخول عصر الإنترنت واتساع مساحة الفضائيات مما أدي إلي إلحاق ضرر غير محدود بأدوات وآليات المعرفة والتسلية التقليدية كالمسرح والسينما!

ولست هنا في معرض الإجابة عن مثل هذا السؤال لأنه فضلا عن كونه انعكاسا لترف الثقافة والفكر في أوروبا وأمريكا فإن حال المسرح المصري ليس مرضيا من قبل أن تهب علينا رياح العولمة عبر الفضائيات والإنترنت وثورة الاتصالات.. ومن ثم فإن همومنا المسرحية أطول عمرا وأشد تعقيدا!

وربما يكون المدخل الصحيح لمناقشة الأوضاع المسرحية في بلادنا أن نبدأ بطرح سؤال أساسي يقول: لماذا يذهب الناس إلي المسرح؟

بداية لابد أن نقول: إن المسرح - الذي ولد في إيطاليا في القرن السادس عشر ثم انتشر في أوروبا كلها قبل أن يصبح مع نهاية القرن التاسع عشر إحدى أهم وسائل الترفيه والتسلية وبالذات عند مجتمع الصفوة في كل دول العالم تقريبا - قد احتفظ بمكانته المتميزة حتي نهاية القرن العشرين رغم ظهور السينما والإذاعة والتليفزيون.

وصحيح أن درجة اجتذاب المسرح للمشاهدين تراجعت أمام عناصر الإبهار في السينما والتي تراجعت هي الأخرى أمام الغزو التليفزيوني ولكن مع ذلك بقي للمسرح عشاقه ورواده الذين لا يستهدفون مجرد المشاهدة، وإنما يريدون أن يعيشوا الإحساس بمشاركة الآخرين ومقاسمتهم في الانفعال سواء كان ذلك بالنسبة لنظرائهم من المشاهدين أو نجومهم الذين يعتلون خشبة المسرح أمامهم بشحمهم ولحمهم ومشاعرهم العارية تماما من أي مكياج!

ويختلف القياس بشأن قوة الجذب التي يمتلكها المسرح تجاه مشاهديه من دولة لأخرى حيث يرتبط ذلك بمدي الوعي الثقافي والفكري وعمق الممارسة الديمقراطية ومستوي النضج والإحساس بالذوق المسرحي.

وغدا نواصل الحديث..

خير الكلام :

<< كل رؤية واعية وراءها عقل واع !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف