بدأ موسم الدراسة، موسم الفساد، موسم الابتزاز، موسم الضحك على الذقون وإهدار أموال الأسر المصرية وأعصابها ووقتها.
طبعا ممكن جدا أن يكون يوم العودة إلى المدرسة يوم عيد بحق لكل الأسر المصرية، وللعاملين فى التعليم أيضا، ولكنه لم يعد كذلك، فالجميع يعلم أن معظم المدارس لم تعد تفعل شيئا، لا تربية ولا تعليما، ولا حتى أنشطة، فكل الجهد يقوم به أولياء الأمور فى المنازل، الآباء والأمهات أوقاتهم مهدرة بين التدريس والمساعدة فى حل »الهوم وورك«، وفى مشاوير دروس السباحة والموسيقى والكاراتيه وحتى تحفيظ القرآن، وطبعا مشاوير الدروس الخصوصية!
وفى ظل تردى مستوى معظم المدارس الحكومية، وانغلاق التجريبية على من بها من أعداد قليلة، وانشغال المدارس الخاصة بـ«سبوبة« الحفلات والرحلات والأنشطة، فضلا عن مهمتها الرئيسية فى جمع المصاريف السنوية التى تحولت إلى »إتاوات« حقيقية، بعد أن أصبحت مجرد مبلغ إجبارى يدفع مقابل »الشهادة«، فى ظل هذا كله، انفتح الباب على مصراعيه أمام المراكز التعليمية والمدرسين الخصوصيين الذين أصبح بعضهم يقدم الدرس فى قاعة أفراح أو مؤتمرات مزودة بشاشات عرض من كثرة عدد التلاميذ!
فالتعليم فى مصر يديره الآن »بيزنس« الدروس الخصوصية، وهو بيزنس فرضه المدرس »بتاع الكادر« على الجميع، على المدرسة والتلميذ والأسرة، وأى وزير سيأتى ليحاول إلغاء هذا البيزنس، ستفرمه مافيا الدروس الخصوصية!
والأمل الوحيد فى إصلاح التعليم فى بلدنا صدور قرارات تنظيمية جريئة وغير تقليدية، تتخذها الدولة كلها، لا الوزير بمفرده، ومنها مثلا تحويل الثانوية العامة إلى سنة دراسية عادية مثلها مثل غيرها، لا شهادة ولا مجموع ولا مكتب تنسيق ولا غيره، على أن يكون الالتحاق بالجامعة باختبارات قدرات للطلاب، ويكون لكل كلية اختبارها، تماما مثل الكليات العسكرية والشرطة، وبهذا، تصبح الثانوية العامة فقط للتحصيل والتخصص، لا للرعب والغش والتدليس والابتزاز.
.. كل عام دراسى ونحن وأنتم .. «منهوبون»!