الأهرام
ايناس نور
الواقع يروضنا
عشية انطلاق الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة أتساءل : هل يدرك قادة العالم مدي خطورة التحديات التي يواجهها العالم ؟وهل تدفعهم تلك
المخاطر لإعادة تقييم حساباته درءا لمزيد من المخاطر والكوارث؟ سؤالي مرجعه طرح المنظمة الدولية لخطة طموح للتنمية المستدامة حتي عام 2030،وهو ما يتطلب تعبئة كل الجهود والموارد وليس إهدارها في صراعات وتمويل ونزاعات وحروب.
التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا حركت المياه الراكدة في ذلك المستنقع ، ودفعت عددا من الرافضين لفكرة التعامل مع الأسد لأن يسلموا بضرورة التعامل معه في مساعي تسوية الأزمة سياسيا ،بعد أن فشلت محاولات حسمها عسكريا وتفاقمت معها أزمة اللاجئين السوريين بصورة أفزعت العالم وأدمت قلوبنا.

بدأت عواصم كبرلين وانقرة ولندن تتبني وجهة نظر روسيا بأن يتم إشراك الأسد في اي تفاوض لإيجاد تسوية باعتبار الأسد جزءا من مرحلة انتقالية ،وهو ما باتت تسلم به أيضا باريس ولندن وغيرهما . في سياق هذه التغيرات نترقب ظهور الرئيسين الأمريكي والروسي علي المنصة العالمية وسط تفاعلات جديدة تمهد لتحرك دبلوماسي بشأن سوريا ،وهو ما كشفت عنه المستشارة الألمانية ميركل يوم الخميس بشأن الحرب في سوريا حيث قالت:يجب إجراء حوار مع الأطراف الفاعلة العديدة ومن بينهم الأسد. وجاءت إشارة الرئيس التركي إردوغان للاستعداد للحوار مع الأسد لتوضح مدي مشاعر اليأس التي باتت تعتري العواصم الغربية ودول الجوار التي تتحمل العبء الأكبر لمشكلة اللاجئين بسبب استمرار الحرب وتداعياتها . وتشير صحيفة فرانكفورتر ألجيمايني الألمانية إلي أن فريقا رباعيا برئاسة مبعوث الأمم المتحدة لسوريا دي ميستورا سيجتمع في منتصف الشهر المقبل للتمهيد لتسوية سياسية، ويضم الفريق خبراء من ألمانيا وسويسرا والسويد والنرويج يجرون مفاوضات تستمر حتي نهاية العام، مع ممثلي المعارضة والحكومة السورية لتشكيل حكومة انتقالية لتكون خطوة علي طريق انعقاد مؤتمروطني موسع وفق خطة الأمم المتحدة.

وهكذا بدأت الأفكار والتوجهات تتبدل ويروضها الواقع القائم .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف