الأهرام
مرسى عطا الله
المسرح والكباريه!
2 - لا شك في أنه كلما ارتفع معدل النضج السياسي والثقافي والفكري لدي المشاهدين وواكبه في الوقت نفسه نهضة في التأليف وعرض نصوص أكثر اقترابا من مشكلات المجتمع المدنية والسياسية والأخلاقية، كلما ارتفع معدل قدرة المسرح علي الجذب ومواصلة المنافسة بكفاءة مع آليات التسلية والترفيه الأخرى التي تعتمد علي التقنية الحديثة وثورة الاتصالات.
وعظمة المسرح أنه يسلي ويعظ في آن واحد ويفجر طاقات الضحك والألم داخل الإنسان من خلال نقد النفس والذات وكلما توافرت للمسرح أدوات تؤكد خصوصية الإبداع المسرحي تحقق أحد أهم أسباب ذهاب الناس للمسرح وهو دفعهم إلي التفكير وليس مجرد المشاهدة والاستمتاع فقط!
وليس هناك ممثل أو مؤلف أو مخرج يري شيئا أقدس من أن يكون جزءا من عمل مسرحي، وكذلك فليس هناك عاشق للفنون يري شيئا يسبق المسرح في اهتماماته بالمشاهدة ومتابعة الحركة الفنية.. والسبب أن هناك ما يشبه الاتفاق بين فريق الإبداع المسرحي ومجموع المشاهدين علي أن المسرح يمثل بالنسبة لهم جميعا منبرا للمصارحة يعكس أفعالا وردود أفعال متبادلة بين النص والممثل والمخرج من ناحية والمشاهدين من ناحية أخري.

وأفضل تعريف للمسرح كفكرة ووسيلة وهدف هو ما قاله المؤلف المسرحي الألماني «برتولد بريخت» قبل عشرات السنين: «إن المسرح يعرض أحداثا ويناقش ويفكر.. إنه يغير الممثل ويجعله مشاهدا وينمي قدرته علي الحركة بأن يجعله قادرا علي اتخاذ القرارات».

ولعل ذلك ما يدفعني إلي مناشدة الذين يهمهم أمر ومستقبل الحركة المسرحية في مصر أن يسارعوا بتنظيم حملة إنقاذ للمسرح المصري من أخطر أعدائه.. من أولئك الذين يتمسحون فيه ويقدمون عروضا لا يليق بخشبة المسرح أن تستضيفها وإنما مكانها الطبيعي هو الصالات الحمراء في الملاهي والكباريهات!

وظني أن المسرح النظيف هو انعكاس لمجتمع نظيف يستحق حياة سياسية نظيفة.

وغدا نواصل الحديث..

خير الكلام :

<< ليس هناك جرس يدق من تلقاء نفسه!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف