يعز علي النفس، المستوي المتردي الذي وصل اليه التليفزيون الحكومي، وتدني اهميته في سلم اختيارات المشاهد المصري والعربي، رغم عراقته وريادته في المنطقة.
بدأ منحني الهبوط في ماسبيرو يظهر، مع اطلاق بعض الفضائيات العربية مطلع التسعينيات، خاصة قناة الجزيرة، وازدادت الصورة وضوحا، مع ظهور الفضائيات الخاصة التي حرصت علي اعلاء المهنية واقتناص اعلي سقف ممكن من الحرية. وسقطت ورقة التوت تماما مع اندلاع ثورة 25 يناير ليظهر الوجه الحقيقي لماسبيرو المريض الذي تعامل مع الحدث باسلوب «لا أري..لا أسمع.. لا أتكلم» وتبين انه يعاني اعراض الشيخوخة ولايزال حتي الآن.
اصبح ماسبيرو طريحا في العناية المركزة، يعاني ضعف الموارد بعد انصراف المعلنين عنه إلي قنوات خاصة، كما يعاني من جلطات في كافة شرايينه.
اظن ان انقاذ ماسبيرو ليس مستحيلا. بدليل بزوغ شعاع امل من بين جنباته مثل محطة راديو مصر الاذاعية. الحل في رأيي يكمن في ايجاد الادارة القادرة علي استنهاض الهمم واعلاء الكفاءة والمهنية علي ما عداها من معايير، خاصة المحسوبية والشللية التي تشكل اخطر معاول الهدم بأي كيان، صغيرا كان ام كبيرا. لقد اقتنص ابناء ماسبيرو- في هوجة المظاهرات الفئوية بعد ثورة يناير- لائحة اجور متميزة رغم الخسائر والديون المتراكمة، لكن لم يشهد الجهاز بقنواته التليفزيونية ومحطاته الاذاعية أي تطور ملموس، مما يستلزم تحركا جريئا سريعا،لانقاذ صوت مصر الرسمي قبل ان يتسبب الفاشلون الكسالي في ضياعه، بعد ان بح من كثرة طلب النجدة دون ان يجيبه احد!!