المساء
هشام أبو الوفا
الكارثة الغامضة
مما لا شك فيه أن الكارثة الإنسانية التي وقعت في جسر الجمرات أول أمس أثناء تأدية حجاج بيت الله الحرام لشعيرة أساسية من شعائر فريضة الحج تحمل الكثير من الغموض يدركها من أدي الفريضة حديثا. فالمملكة العربية السعودية الشقيقة لم تدخر جهدا في سبيل التيسير علي حجاج بيت الله الحرام بل كل المشروعات التي تنفق عليها المليارات هدفها الأساسي أن يؤدي الحجاج والمعتمرون مناسكهم بيسر وهدوء لأنهم في الأول والأخر ضيوف الرحمن.
من أدي الفريضة يعلم تماما التنظيم الذي تتسم به عملية رمي الجمرات يدرك أن الخطأ غير وارد لعدة أسباب منها أن الجسر الذي يسير عليه الحجاج عبارة عن اتجاهين واحد للذهاب والثاني للعودة وبالتالي تستبعد فكرة انه حدث تكدس والجسر نفسه عبارة عن مجموعة من الطوابق يمكن أن يؤدي الحاج ركن رمي الجمرات في أي طابق كما أن منظمي رحلات الحج وبالتنسيق مع سلطات الحج السعودية يحددون موعد رمي كل فوج للجمرات. وبالتالي فالادعاء بأن التكدس والاندفاع هو سبب الكارثة أمر غير مقبول جملة وتفصيلا.
الحقيقة ومن وجهة نظري أن السعودية لديها أعداء كثر سواء في الداخل والخارج ففي الخارج تدافع السعودية عن حقوق الشعب اليمني الشقيق في مواجهة عصابات الحوثيين وحماية لحدودها أيضا التي تتعرض لهجمات من هؤلاء وفي نفس الوقت تدافع عن حق الشعب السوري في حياة كريمة بأن يعود لبلاده ولا تري للأسد وجودا في المرحلة المقبلة. وهي بذلك تزيد من هوة الخلاف مع إيران ذات المطامع التوسعية في المنطقة العربية والتي تمثل الحليف القوي والمؤيد للأسد. وفي نفس الوقت هناك المناصرون لجماعة الإخوان الإرهابية داخل المملكة وهؤلاء لا يريدون الخير سواء للسعودية أو لمصر أو للمنطقة العربية بالكامل لذلك فأعتقد أن محاولة إظهار السعودية بمظهر غير لائق في موسم الحج أمر يحمل شبهة الغموض والمؤامرة وهو الأمر الذي ستكشف عنه الأيام القادمة رحم الله حجاج بيته الحرام وأعان المملكة الشقيقة علي كشف الحقائق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف