المساء
عصام سليمان
دمـج التعليــــم الفني لغز.. يحتــــاج تفســيراً
حقيقة لا أدري فيم كان إنشاء حقيبة للتعليم الفني في الوزارة السابقة.. وفيم كان إلغاء هذه الوزارة وإعادة دمجها في التربية والتعليم ؟ !
تفاءلنا كثيرا بإنشاء حقيبة مستقلة للتعليم الفني وتصورنا انه خطوة علي الطريق في سبيل الاهتمام بهذا النوع من التعليم لإعداد العمالة الفنية الماهرة التي نحتاج إليها في مرحلة إعادة بناء مصر الجديدة التي نحلم بها ونتمناها.
تصورنا أن هناك خطة وبرنامجا تم إعدادهما لتطوير الأداء داخل فصول مدارس التعليم الفني بأنواعه والاهتمام بالتدريب والإعداد المهاري لمن يلتحقون به خاصة وأن الدستور في المادة 20 أكد علي التزام الدولة بتشجيع التعليم الفني والتقني والتدريب المهني وتطويره والتوسع في أنواعه كافة وفقا لمعايير الجودة العالمية وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.
أقول تصورنا كل ذلك خاصة وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي في أول اجتماع له بهذه الوزارة الجديدة في حينها أوضح أن أهمية التعليم الفني والتدريب دعت إلي استحداث حقيبة منفصلة لهذا القطاع.. وشدد علي أن الدولة ستولي التعليم الفني والتدريب المهني أهمية كبيرة لربط هذا التعليم بسوق العمل والارتقاء بمهارات الفنيين.. فماذا حدث؟
نريد إجابات محددة من رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل خاصة وأن العام الدراسي الجديد سيبدأ يوم الاثنين القادم.
لابد أن يقول للرأي العام فيم كان فك الارتباط بين التعليم العام والفني ثم إعادة الدمج ثانية بعد فترة وجيزة؟.. وهل هناك رؤية مستقبلية واستراتيجية يجري تنفيذها؟.. وهل تعتمد هذه الرؤية والاستراتيجية علي تغيير النظرة إلي هذه النوعية من التعليم وأنه ليس درجة ثانية مقارنة بالجامعات كما هو واقع الآن؟
أذكر أنني ناقشت هذا الأمر من قبل عندما تم استحداث الوزارة وكان ذلك في مارس الماضي.. وأجد نفسي اليوم مضطرا إلي العودة ثانية للموضوع في ظل هذا المتغير الجديد لأن إصلاح التعليم الفني ضرورة للانطلاق نحو المستقبل الذي نحلم به.
نريد بيانا يوضح الرؤية الشاملة حول توفير الورش وأماكن التعليم والتدريب لإعداد الكوادر التي نحتاج إليها اليوم وغدا في كل المجالات.. وألا نظل ندور في عملية فك وتركيب الوزارات مثلما حدث في هذه الوزارة وغيرها.
علينا أن ندرك أن الوقت كالسيف إن لم نقطعه قطعنا.. واننا عانينا عقودا طويلة من إهمال التعليم الفني وكانت النتيجة تفاقم المشاكل وندرة العمالة الماهرة التي كنا نتميز بها في الحرف المختلفة.. وبالتالي لجأ الكثير من المستثمرين إلي استجلاب عمالة آسيوية خاصة في مجال الغزل والنسيج الذي كنا نتميز به.
بصراحة أكرر اننا ينقصنا إجراء حصر شامل باحتياجات سوق العمل الآن ومستقبلا من كافة التخصصات وما تتطلبه مجالات العمل من عقول فنية مدربة وقادرة علي العطاء والابتكار في المرحلة الجديدة.. ولعلنا نذكر أن النهضة الألمانية واليابانية اعتمدت علي التعليم الفني والاهتمام به وتجويده.
الحل يتطلب - كما قلت - إجابات شافية للمصريين حول هذه الموضوع من رئيس الوزراء ووزير التعليم الجديد الذي تولي المسئولية حتي لا يظل التعليم الفني بابا خلفيا لتخريج أجيال من الشباب ينضمون إلي جيش البطالة التي نعاني منها وبسببها الكثير والسبب نقص الاعداد والتدريب.. فهل يفعلان؟
أتمني
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف