المساء
طارق مراد
إنجاز تاريخي لمصر والكونغو برازافيل
دورة الألعاب الافريقية الـ 11 التي نظمتها دولة الكونغو الشقيقة بالعاصمة برازافيل خلال الفترة من 4 حتي 19 سبتمبر أري انها أصبحت علامة فارقة في تاريخ الرياضة بقارتنا الافريقية لعدة أسباب أولاها ان موعد إقامتها كان يواكب احتفال قارتنا السمراء عامة ودولة الكونغو بصفة خاصة باليوبيل الذهبي للألعاب الافريقية بمناسبة مرور 50 سنة علي انطلاق أول دورة عام 65 وأقيمت بالعاصمة الكونغولية برازافيل ولذلك حرصت دولة الكونغو قيادة سياسية وشعب علي استضافة هذا العرس الرياضي لقارتنا السمراء وأعلن الرئيس الكونغولي دنيس ساسو التحدي والرهان علي تقديم دورة تاريخية بما يجعلها نقطة تحول وانطلاق لمستقبل أفضل للرياضة والدوريات الافريقية وبداية لعصر النهضة العاملة والتطوير لشعب ودولة الكونغو لقناعته بأن الرياضة أصبحت صناعة واقتصادا واستثمارا وأن تمثل أحد مظاهر التنمية للمجتمعات المتقدمة لذلك كان قراره بإنشاء مدينة رياضية جديدة بضاحية كلتينيه طبقا لأحدث التقنيات العالمية وشهد هذا المشروع الرياضي بناء مجتمع جديد في تلك الضاحية بإقامة شبكة طرق وبنية أساسية وتحتية ومحطات طاقة كهربائية تخدم العاصمة بأسرها وترتقي بها وتضمنت المدينة الرياضية الاستاد الأوليمبي ويسع 60 ألف متفرج وهو نموذج مصغر لاستاد "عش الطائر" بالعاصمة الصينية بكين والذي استضاف أوليمبياد بكين 2008 بالإضافة إلي صالات مغطاة للألعاب وملاعب كرة قدم ملحقة بالاستاد وحمام سباحة أوليمبي وآخر للغطس والتدريب وفندق خمس نجوم أقام فيه كبار ضيوف الدورة ورؤساء الاتحادات الافريقية ومبني إداري ضخم وفخم بالإضافة لتوفير سيارات كهربائية صديقة البيئة داخل المدينة الرياضية لنقل الوفود المشاركة بين الملاعب وخارجها ومطعم يسع ثلاثة آلاف فرد في توقيت واحد وهو ما جعل أعضاء البعثات الرياضية في حالة انبهار وإعجاب شديدين غير مصدقين أن الكونغو هذا البلد الصغير قام بهذا الإنجاز التاريخي بتوفير كل هذه الإمكانيات والتي فاقت بكثير حجم دورة للألعاب الافريقية.. حيث اتفق ضيوف هذا العرس الرياضي من خبراء ولاعبين أن هذه الإمكانيات تستوعب دورة أوليمبية وأن الكونغو في مقدورها في تلك اللحظة أن تنظم دورة أوليمبية لو طلب منها ناهيك عن كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي قوبلنا به من هذا الشعب الطيب المسالم ومسئوليه وانطلاقا من هذا الواقع الذي لمسته بنفسي وعشته علي مدار أيام هذا الحدث الرياضي والضخم والذي شارك فيه 9 آلاف رياضي فإنه يمكنني القول إن الكونغو استحقت إشادة الملايين من عشاق الرياضة الافريقية وكل التحية والتقدير لأنها نظمت دورة تاريخية بإمكانيات "هائلة" ونجحت بدرجة امتياز وان حرص رئيسها دنيس ساسو علي استضافة الدورة الـ 11 للألعاب الافريقية كونها تواكب احتفال دولته بمرور 50 سنة واليوبيل الذهبي علي انطلاقها لأول مرة في أحضان دولته كان عند حسن الظن به وعند مستوي الحدث وحتي يعرف العالم أن الكونغو برازافيل قادمة وبقوة نحو عصر التنمية والبناء والتطور علي كافة الأصعدة المجتمعية والصناعية والزراعية والعلمية بعد أن فتحت دولته الباب للاستثمارات الخارجية لإحداث النهضة المأمولة وتأتي كل من الصين وفرنسا في مقدمة الدول التي بدأت العديد من المشروعات الاستثمارية الكبري في مختلف المجالات والأنشطة الاقتصادية وأنا من هنا أدعو رجال الأعمال المصريين لفتح مجالات استثمارية لهم في دولة الكونغو تعود علي الشعبين الشقيقين بالخير خاصة وأن هناك علاقات تاريخية قوية تربط بينهما منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في مطلع حقبة الستينيات ونحن في مصر أولي وأحق بقارتنا السمراء وإذا كانت هذه الدورة لليوبيل الذهبي للألعاب الافريقية ببرازافيل قد شهدت هذا النجاح التاريخي التنظيمي للكونغو برازافيل فإن التاريخ الرياضي للقارة الافريقية لن ينسي إنجاز المصريين عندما توجوا أبطالا لهذه الدورة وحفروا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخها بإنجازهم التاريخي بتسجيل رقم قياسي وتاريخي في حصد الميداليات الذهبية "85" وفي المجموع العام "217" ميدالية متنوعة.. وإذا كان هذا الإنجاز التاريخي لأبطال مصر يصعب تحطيمه في الدورات القادمة للألعاب الافريقية فإننا سنجد أن الكونغو برازافيل بإنجازها التاريخي في التنظيم والاستضافة قد وضع باقي دول القارة في المستقبل القريب والبعيد في مأزق صعب لأن أي دولة سوف تتصدي لتنظيم العرس الافريقي الرياضي ستجد نفسها في مقارنة مع دورة برازافيل وأري أن الرياضيين بافريقيا لن يقبلوا بأقل مما عاشوه وشاهدوه في برازافيل عاصمة الكونغو الشقيق في دورتها الذهبية والتي أصبحت لتلك الأسباب الممثلة في إنجاز أبطال مصر وشعب الكونغو علامة فارقة في تاريخ الرياضة الافريقية حتي أن وسائل الإعلام الكونغولية وصفت دنيس ساسو بالشخصية الاسطورية وانه دخل عالم الأساطير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف