سامى عبد الفتاح
الأهلي يقترب من "صفر البطولات"
بنفس الأخطاء الساذجة. خسر الأهلي أمام اورلاندو. ليضع نفسه في موقف لا يحسد عليه في مشوار الدفاع عن لقبه مع الكونفيدرالية.. سذاجة غير معقولة في خط الدفاع. وأخطاء بمستوي الكوارث. رأيناها في نهائي كأس مصر أمام الزمالك.. وتكررت بنفس السذاجة امام أورلاندو. فلا مدافعو الأهلي تعلموا من درس نهائي الكأس. ولا الجهاز الفني بقيادة فتحي مبروك. استطاع أن يقيم الفريق من كبوته بعد نهائي الكأس. ربما لضيق الوقت. وربما لانعدام التفاهم بين الجهاز واللاعبين. وربما أيضا لاهمال الادارة التي غابت عن الفريق في هذه الظروف الصعبة بعد الهزيمة امام الزمالك. وكأنه خسر في دورة رمضانية. ثم انتقل للعب في دورة شاطئية!
مثلما حدث في نهائي الكأس.. شباك اكرامي تتلقي هدفا قبل مرور 10 دقائق من المباراة. فيهتز الفريق بشدة. وتدور رءوس لاعبيه. فلا يرون الملعب بأبعاده. ويصابون بعمي الألوان. فلا يفرقون بين الاحمر والأسود. وتصيبهم الحيرة في التحرك الدفاعي والهجومي. ويتحولون إلي 11 تلميذاً يجرون وراء كرة شراب في الملعب الكبير. بلا وعي ولا خطة ولا حرفية. ولا روح ايضا.. هذه الروح التي كانت تميز دائما. فتخرج منهم المارد الأحمر اذا تجرأ عليهم المنافس بهدف مبكر. كما حدث مؤخرا في مباراة بتروجت وفازوا 4/1. إلا ان الحالة العامة للفريق تدل علي أنه في خطر. وأن الفريق في حالة تفسخ معنوي وفني وإداري. وأن النفوس ليست نقية بالقدر الكافي الذي يجعل الفريق يخطو خطواته بثبات وثقة.
ربما كانت نسبة الاستحواذ الاكبر للأهلي في مباراة الأمس امام اورلاندو. ولكن ماذا يفعل الاستحواذ مع فريق عاجز عن التهديف في شباك الخصم. وعن حماية شباكه من اهداف الفريق المنافس. رغم الحشد الكبير من النجوم في صفوف الفريق.. ولن يكون مقبولا من مبروك أو غيره ان يبرر غياب حسام غالي أو وليد سليمان لاصابتهما لقد دفع مبروك بكل أوراقه القوية الأخري.. ولكن لا حول ولا قوة لهم. غرباء مع بعضهم البعض. زائغو الأعين. نفوسهم مرتعشة وثقتهم معدومة.
والخسارة بهدف.. ليست نهاية الأمر. فالأهلي يمكن ان يفوز بفارق هدفين. ويعبر إلي النهائي. إلا أن هذه النتيجة التي تترقبها جماهيره في لقاء الاياب بالقاهرة غير مضمونة. مع فريق بهذه الحالة المعنوية والنفسية المنحطة جدا.. واذا عبر واستمر علي الحالة نفسها. فسوف يخسر حتما اللقب الافريقي. لتكتمل ثلاثية "صفر البطولات" بعد أن ضاع الدوري ومن بعده كأس مصر.. لذلك لا أحمل مبروك المسئولية وحده. وانما للادارة الغائبة والنائمة في العسل. والتي ربما تعمدت رفع يدها عن الفريق حتي يشربها مبروك وحده. ويرحل لإفساح المجال للاجنبي القادم.