الأخبار
علاء عبد الوهاب
آجر بلا عمل !
لا أظن أن مثل هذا يحدث الا في مصر.
ان يكون لمواطن لا يعمل راتب منتظم، يستحله دون حبة عرق أو ساعة جهد، وعلي طريقة إذا سرق الشريف، وإذا سرق الضعيف، تعالج كل حالة باسلوب «كل برغوت علي قد دمه»!
خذ مثلاً حالة د. الشافعي رئيس المجمع اللغوي ومستشار شيخ الأزهر، عندما تم اكتشاف انتظامه في الحصول علي راتبه كاستاذ بدار العلوم، وقام رئيس جامعة القاهرة بتفعيل القانون تجاهه، وجد الرجل من يدافع عن تصرفه بل ان أهم ما دافع به عن نفسه ان من اتخذ الاجراء لم يكن قد ولد بينما كان هو استاذا بالجامعة، فهل يحسب ذلك له أم عليه؟!
الأغرب ان كثيرين كشفوا ان حالة د. الشافعي متكررة، لكن الملابسات السياسية المحيطة بحالته هي التي فضحته، بينما من يركنون الي الظل ينعمون بما لا يستحقون!
حالة عكاشة الذي اكتشف تعيينه منذ 20 سنة بوزارة الري دون علمه، وهناك من يحصل علي راتبه بانتظام، ووكيل الوزارة المسئول كالزوج اخر من يعلم بل يصرخ باستحالة ما حدث رغم حدوثه!
فضيحة أخري كشفها الجهاز المركزي للمحاسبات تمثلت في صرف اطباء وعاملين بمستشفي بقنا لرواتبهم رغم انتهاء خدمتهم، وكشوف بأسماء وهمية اهدرت الملايين علي مدي 5 سنوات!!
قُل فساد، قُل استحلال، قُل غفلة، قُل تواطؤ، قُل ما تريد، لكن يظل السؤال مُلحاً: هل يمكن ان يحدث ذلك حتي في بلاد واق الواق؟
أجر بلا عمل، جريمة يجب ألا تمر دون عقاب قاس، يكون كل المشاركين فيها عبرة لمن لا يعتبر، والا فإنها ستتحول إلي عرض مستمر كما في سينمات الترسو التي اختفت، بينما حرامية المال العام مستمرون في تصوير فيلم «اخطف واجري» دون ملل أو كلل!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف