اتحاد المصارف العربية، يهتم ويتفهم دور الصحافة، في نشر الوعي المصرفي، لهذا لا يخلو حدث ينظمه الاتحاد سواء منتديات أو مؤتمرات أو لقاءات داخل أو خارج مصر إلا ويستضيف عدد كبير من الصحفيين، ويترك الباب مفتوح لهم للاتصال بالمشاركين في جميع جلسات المؤتمر، وسط تنظيم محترف، لفعليات هذا اللقاء، وفي ختام القاء تجد المادة التي ناقشها اللقاء مجهزة لك بالصور لتكون مرجع لمن يريد.
لهذا فهم يستحقون الشكر، ويستحقون أن يكونوا قدوة للمؤسسات المصرية المتواجدة في مصر، والتي تهتم بالشأن المصرفي، فهذا الجهد والتنظيم والإدراك لدور الصحافة نحتاجه، فهو غائب، عن المؤسسات المصرفية المصرية.
وقد شاركت بمداخلة في المنتدي الأخير للشمول المالي الذي نظمة اتحاد المصارف العربية، بعد ما سمعت أكثر من مرة عن دور الصحافة وأهميته في الشمول المالي من قيادات البنوك.
وقلت دخلت عالم الصحافة منذ عام 1994، وتخصصت في الصحافة الاقتصادية في عام 2000 ثم أصبحت متخصصاً أكثر في صحافة البنوك منذ عام 2007 وحتي الآن، وأنا أسمع عن أهمية دور الصحافة، ولكني لا أجد تعاون حقيقي من القطاع المصرفي في تقديم المعلومات لنشر الوعي المصرفي، ولن ينجح الشمول المالي إلا بتدريب جميع العاملين بالقطاع المصرفي علي كيفية التواصل مع الصحافة، كما يتم تدريبهم علي بازل والمخاطر والتجزئة المصرفية والتسويق وغيرها من المجالات المصرفية، لابد أن تكون هنا تدريب علي كيفية التواصل مع الصحافة، وأن يتم البدء بقيادات البنوك ثم التسلسل بقيادات القطاعات إلى أن ينتهي بأصغر موظف بالبنك.
وفقد لحظت علي مدي سنوات عملي كمحرر مصرفي أن هناك قيادات بنوك تنصب نفسها صحفيين، وتشير إلى ما يجب نشره، وما لا يجب نشره، وتتدخل في عمل الصحفي بطريقة فجة، وكثيرا ما تخرج بيانات صحفية من البنوك عبارة عن دعاية لمنتجات لا تجد فيها معلومة تهم القارئ، وإذا حاولت ان تحصل علي تفاصيل ربما تجلس أسابيع دون جدوي، والأخطر أن بعض قيادات البنوك يمنعون قيادات كبري في بنوكهم من الحديث إلى وسائل الإعلام، حتي في موضوعات عامة اقتصادية، ليس لها علاقة بالبنك، ويتركون الساحة لكل من (هب ودب) ليتحدثون في أمور مصرفية بعيدة تماماً عن اختصاصاتهم، فيؤدي ذلك إلى مزيد من عدم الاستقرار في الجهاز المصرفي، خاصة أن الصحفيين أمامهم صفحات يومية أو أسبوعية يريدون أن يقدموا معلومات جيدة وجديدة للقارئ، الذي لا ينظر إلى الموضوعات الدعائية حتي لو كانت في شكل مادة تحريرية.
وإذا كان صحفيو البنوك في حاجة إلى التدريب المتواصل، والمعهد المصرفي التابع للبنك المركزي عاجز عن القيام بهذا بشكل صحيح، وكل ما يفعله يومين في العين السخنة بدون تنظيم جيد، وبدون استهداف حقيقي للصحفيين الذين يقومون بتغطية قطاع البنوك، وبالتالي لا يقدم خدمة حقيقية للتوعية المصرفية بالنسبة للصحفيين، وهو ما يتطلب ضرورة أن يقوم المعهد المصرفي بعقد دورات تدريبية للصحفيين بصورة منتظمة، هادفة ومستهدفة لمن يغطي قطاع البنوك، وأيضاً عقد دورات عن كيفية الاتصال والتعاون مع الصحافة بالنسبة لجميع العاملين بالقطاع المصرفي.
الأمر مهم ويتدخل في صميم وظائف البنك المركزي التي هي الحفاظ علي سلامة الجهاز المصرفي، خاصة في ظل حرب الجيل الرابع وهو حرب المعلومات، وهنا لن يتم شىء في هذه القضية الحيوية الا بتعليمات واضحة وصريحة من البنك المركزي المصري، بشأن تدريب العاملون بالبنوك علي كيفية التواصل مع الصحافة، وإعادة رسم خريطة للتواصل بين الجهاز المصرفي والبنوك، وأعتقد أن البنك المركزي يعاني بسبب النقد المتواصل للسياسة النقدية، في ظل غياب من يوضح الصورة الحقيقية، علي الرغم من وجود الكثير من القيادات داخل البنوك التي تستطيع توضيح الصورة إلا أنهم ممنوعون من الحديث للصحافة من قياداتهم.
الأمر كله في يد البنك المركزي المصري فهل يفعلها؟