العالم كله يتحرك من حولنا، وينطلق بسرعة الصاروخ، ونحن مازلنا ننكفئ ونفكر بأساليب عقيمة عفي عليها الزمن.
أضرب لك مثالا من خلال تجربة شخصية مع أسلوب الدفع باستخدام خدمة «فوري»، وهي خدمة لمن لا يعرف تجنبك عناء الذهاب إلي أماكن تقديم الخدمات، مثل الكهرباء، والمياه وحتي المرور.. قررت أن أقوم بسداد فاتورة الكهرباء باستخدام هذه الخدمة، وحصلت علي ايصال بالسداد ببياناتي، لتمر الأيام ويطالبني المحصل بقيمة الفاتورة الجديدة مع القديمة التي قمت بسدادها بالفعل باستخدام خدمة «فوري».. واضطررت للذهاب الي شركة الكهرباء ٣ مرات- حصلت في احداها علي مخالفة انتظار «وتم كلبشة» السيارة- لمقابلة مديرة الحسابات التي إما عند معالي المدير العام أو في اجتماع.
هذه مجرد عينة لخدمة يمكن ان تجنبك، وتجنب الجهات الحكومية عناء كبيرا، ولكن المشكلة في الادارة، وفي العقول التي تدير.. أقول هذا الكلام ليس للتريقة او لكي أشوِّه صورة الجهة مقدمة الخدمة، ولكن لكي أنبه الي وجود خطأ.. وبدلا من أن تكون التكنولوجيا منجزة أصبحت عندنا معوقة.
أخشي ما أخشاه أن تتسبب منظومة كروت البنزين عند تطبيقها الي كارثة، اذ إنه لو حسبت زمن تعبئة كل سيارة بالوقود وزمن وضع الكارت، وقراءة الماكينة له، مع الوضع في الحسبان نفاد الورق مرات، أو انقطاع الكهرباء ستعرف أن الامر يحتاج الي تطوير الأمر حتي لا تقع كوارث.
خد عندك مثلا في الامارات يتم استقطاع رسوم الطريق بمجرد عبورك بالسيارة تحت بوابة إلكترونية تقرأ شريحة في سيارة.. هذه الشريحة تقوم بشحنها مثل كارت التليفون.
العالم يتطور.. ونحن نتدهور.