علي مدي سنوات أعبر بسيارتي كل يوم من نفس الطريق، وسواء كنت في الصباح الباكر أو في المساء، أجد نفس المرأة تتسول، ونفس الرجل يبيع المناديل، ونفس السايس يفرض سطوته علي السيارات، كلهم يعملون بكامل طاقتهم علي مدي ما يزيد عن ١٢ ساعة يوميا، ولا يثنيهم عن عملهم البرد ولا الحر ولا الأمطار، يحدث هذا في الوقت الذي يبلغ فيه معدل العمل لدي موظفي الحكومة ٢٧ دقيقة في اليوم (إحصائية موثقة)، مع الوضع في الاعتبار أن هذا الثلاثي يدير نفسه بلا مديرين ولا إجازات عارضة ولا سنوية، ولو أننا نعمل جميعا بنفس كفاءتهم، لتحولنا من دولة تمد يدها لتتسول من الجيران، إلي دولة تمد يدها لتأخذ بيد الجيران.