الأهرام
مرسى عطا الله
عندما كان المؤلف المسرحى هو نجم الشباك الأول!
4 - لأن المسرح فى البداية وفى النهاية كلمة صادقة وأمينة تعكس واقع المجتمع وتعالج هموم الناس ومشاكلهم بمنهج درامى جذاب تجىء أهمية جودة النص المسرحي!

إن أزمة المسرح الراهنة سببها الأساسى أن العروض المسرحية لا تعتمد على أدب رفيع يبدعه مؤلفون يحترمون قيمة الكلمة ويقدرون دورها وحجم تأثيرها فى صياغة وجدان الأمة.. ولأن الأمر كذلك فلم يعد غريبا أن تتراجع قيمة المؤلف المسرحى وأهميته الآن بعكس ما كان عليه الحال فى سنوات النهضة المسرحية عندما كان اسم المؤلف المسرحى هو نجم الشباك الأول فى المسرح.. والذى يرتبط دوما بنجم شباك له نفس القامة من عتاولة المخرجين.

إن المسرح لا يقل أهمية عن دور الأسرة ودور المدرسة فى بناء الإنسان وصياغة أفكاره وتشكيل وجدانه وتعميق انتمائه... وفى غيبة من كلمة راقية يصبح المسرح عاجزا عن أداء رسالته.

وإذن فإن عودة الاعتبار للمسرح المصرى رُهن بعودة الاعتبار للنص المسرحى الذى يكتبه أدباء ومبدعون حقيقيون لهم رصيد مشهود من الأعمال الأدبية التى حصلت على شهادة الجودة من الجماهير التى أقبلت على اقتناء أعمالهم التى تمثل عنصر جذب وإغراء للمخرجين المحترمين أصحاب الرسالة المسرحية الهادفة وأؤكد مجددا أن تزايد الانفلات المجتمعى الذى دفعنى إلى إثارة هذه القضية ودق جرس إنذار ينبه الجميع إلى مخاطر استمرار هذا السكوت والصمت على واقعنا المسرحى الآخذ فى التردى والتراجع والانحدار!

أتحدث عن حاجتنا إلى مبدعين ومؤلفين يدركون أهمية الجودة للنص المسرحى فى عصر لم تعد فيه كلمة التعبئة رهنا بالحروب والمعارك فقط وإنما أصبحت مرادفا للتنوير فى مواجهة الفكر الظلامى وركيزة لنشر التسامح ضد دعوات التعصب الدينى والفكرى التى تتستر بها جماعات الإرهاب الأسود.

إن المسرح هو أحد أهم العناوين لحث الشعوب على التفكير بالكلمات ومخاصمة الحمق والنزق الذى يستهدف تعطيل العقل لصالح العضلات وتهيئة المناخ الملائم لحملة القنابل والمتفجرات.. ومصر هى الأكثر احتياجا لتعبئة الرأى العام ضد خفافيش الظلام... والمسرح فى مصر كان له تاريخ مجيد فى هذا الاتجاه منذ بداية العصر الحديث.

وغدا نواصل الحديث..

خير الكلام :

<< ونأبى الاعتراف بأى ذنب ونلقى اللوم فيه على الآخرين !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف