أحمد بهاء الدين شعبان
هل يُشكل "أحمد عز" الوزارة القادمة؟!
لا يجب أن تسحبنا دوامات اللحظة: فضائح الفساد. وتكوين الحكومة الجديدة - القديمة. وبطولات ومآسي الحرب ضد الإرهاب. وتفجرات الأزمات المجتمعية والاجتماعية.. إلخ. عن الانتباه لمدلول تصريح صحفي جد خطير. أدلي به عضو سابق بمجلس الشعب. ومرشح للانتخابات القادمة عن دائرة "بركة السبع - قويسنا". اسمه المقدم "أحمد رفعت". ومفاده أن امبراطور المال الحرام والحديد. وأحد أعمدة فساد نظام "حسني مبارك". "أحمد عز". شكل مجموعة تتحرك تحت قيادته. لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. من النواب السابقين للحزب الوطني المنحل. والعناصر القادرة علي الحشد والتجييش. تضم أكثر من مائة فرد. وتسعي لضم آخرين. معتمداً في ذلك علي سابق علاقاته كأمين للتنظيم بالحزب الوطني المنحل. وعلي إمكاناته المادية الهائلة. التي تتيح له استخدام نفوذ وسطوة "المال السياسي". لشراء النفوس والأشخاص. والعديد من منابر الإعلام ومراكز التأثير.. إلخ.
ويقول المقدم "أحمد رفعت". إنه شخصياً. وعدد آخر من النواب السابقين. تلقوا عرضاً قيمته الأولية خمسمائة ألف جنيه لكل مرشح. تكاليف مصروفات الحملة الانتخابية. مقابل الانضمام إلي هذه الكتلة. لكنه رفض إنحيازاً لمصالح الوطن. وعلي حساب المصلحة الشخصية جريدة "الوطن . 11 سبتمبر 2015"!
وكانت جريدة "الأهرام المسائي" قد نشرت في تاريخ سابق. "13 أكتوبر 2014" أن أحمد عز عقد اجتماعاً بأحد الفنادق الكبري. ضم 230 نائباً سابقاً من الوجه البحري والصعيد. من ذوي الكتل التصويتية المعتبرة. تم خلاله الاتفاق علي خوض الانتخابات البرلمانية القادمة ككتلة واحدة. يقودها - من خارج البرلمان - "أحمد عز".. أما هدف تكوين هذه الكتلة. فكما يوضح المقدم "أحمد رفعت": تكوين جبهة قوية داخل المجلس. يحق لها تشكيل الحكومة. طبقاً لمواد الدستور. وليعود "عز" بقوة إلي الحياة السياسية من أوسع زواياها..!
ہہہ
لدي "أحمد عز" عشرات الدوافع. تدفعه إلي الاستماتة في السعي للسيطرة علي البرلمان القادم. والهيمنة علي مقادير الأمور فيه!
وأول وأهم هذه الأسباب حماية نفسه من المساءلة وتلقي العقاب الرادع. لدوره الرئيسي في إفساد الحياة السياسية. في عهد "مبارك". وكذلك من أجل حماية امبراطوريته الاقتصادية. التي بناها في بضع سنوات. لا بفضل موهبة شخصية متميزة. أو ملكات خاصة متفردة. أو مواهب ذاتية خارقة. وانما لكونه أوضح. بل وأفضح. مظاهر التزاوج المدنس بين السلطة ورأس المال. ولأنه أحد أكبر رموز ما أصبح يُطلق عليه. علمياً: "رأسمالية المحاسيب". التي تصب في خزائنها الملايين. بل المليارات صباً. لا بسبب الجهد والعصامية والكفاح المضني. وانما للقرب من مراكز السلطة ومواقع النفوذ. ومن صُناع القرار السياسي والاقتصادي. فما بالك إذا كان هؤلاء يجسدهم ابنا الرئيس المخلوع "جمال" و"علاء"؟!.
ہہہ
ويدرك "عز" إنه وإن كان قد أفلح في الإنسلال مما ناله من اتهامات. دخل بسببها السجن بعد 25 يناير. إلا أنه ليس آمناً بالقدر الكافي. لا لشيء إلا لأن "الثورة" التي ألقت به إلي صقيع الزنزانة. لم تنته تماماً بعد. ومازالت جذوتها تحت الرماد. إذ أن روحها الموارة لم تمت ولن تموت. بل ويمكن أن تفور وتمور. في أي لحظة. فتشده - ثانية - إلي دوامة الضياع والمتاهة. ومن هنا فليس له من عاصم. إلا السيطرة علي أعنة البرلمان. وتوجيهه لحمايته. وأمثاله. من أي مؤاخذات قادمة. أو إجراءات جديدة لحبسه ومصادرة أمواله!.
ہہہ
ويشجع "عز" علي التفكير في إمكانية تحقيق هذا الهدف. التفسخ المريع لباقي قوائم وجبهات وتكتلات المعارضين والمقاومين. لفكر ومواقف ومصالح "عز" وأقرانه. وتلقيهم ضربة قاسية بإخراج قائمة "صحوة مصر" من سباق الانتخابات البرلمانية القادمة. الأمر الذي فتح الطريق أمام إزالة جبهة فكرية وسياسية ضارية. إن لم تكن منافساً انتخابياً خطيراً.
فماذا نحن فاعلون إذن. إذا استيقظنا علي أخبار تقول إن "عز بتاع الحديد". بالمال الوفير الذي راكمه في عهد "مبارك". العهد الذي ثار عليه الشعب في 25 يناير وكان "أحمد عز" عنواناً لفساده وعفونته. أصبح اللاعب الأول في البلاد.. يتحكم في مسيرتها. ويرسم لها مصيرها من وراء ستار؟!.
ہہہ
لا شيء يأتي من فراغ. فما يتوقع البعض حدوثه. رغم غرابته. ليس ببعيد عن التحقق. في ظل الفوضي السياسية والسيولة الفكرية القائمة. والتخبط والارتباك اللذان يلقيان بظلالهما الكئيبة علي المشهد كله!
وإذا سارت الأمور علي هذا النحو الغرائبي. فلعلي لا أكون متشائماً إذا ما توقعت ردود فعل هائلة. ربما لا تخطر لنا علي بال..!
في أيها العاقلون. حكم ومعارضة. ويابني وطني.. خذوا حذركم..!