الوفد
علاء عريبى
بعد العيد «أتفتل الكحك»
بعد أن انتهت اجازة عيد الأضحى المبارك، فكرت في القضية التي أكتب حولها بعد توقفي لمدة ما يقرب من أسبوع، وحصرت أهم القضايا التي شاهدناها خلال الفترة الماضية: ارتفاع الأسعار، حادثا سقوط الرافعة في الحرم المكي، وموت مئات من الحجاج دهسا، وخسارة فريق الزمالك 5/1، واقتحام بعض المستوطنين المسجد الأقصى، تضرر حركة حماس من إغراق الأنفاق بمياه البحر وإقامة مانع مائي على الحدود، بدء العام الدراسي، عدم اختصاص الأمور المستعجلة فى نظر اتهام دولتي قطر وتركيا بالإرهاب، براءة الراقصة صافيناز من تهمة إهانة علم مصر.
قارنت بين الموضوعات المثارة، وقمت بترتيبها حسب الأهمية والعمومية وأثرها على المواطنين، وانتهيت إلى ثلاث قضايا فقط، الأولى: موت الحجاج دهسا فى مشعر منى، والثانية: براءة السيدة الفاضلة راقصة مصر الأولى صافيناز من تهمة اهانة علم مصر، الثالثة: حفر مانع مائي على الحدود مع حماس.
رجعت مرة أخرى إلى القضايا، وأعدت النظر فيها جميعا، وانتهيت بالفعل إلى الثلاث قضايا، فالأسعار في زيادة منذ فترة بسبب غياب أو ضعف الرقابة، وخسارة فريق الزمالك من نظيره التونسي لم تكن مفاجأة فمستوى الكرة فى مصر خلال السنوات الماضية من سيئ إلى أسوأ، لكن ما لفت انتباهي شماتة بعض مشجعي النادي الأهلي فى الهزيمة المنكرة، بل قيام البعض بتشجيع الفريق التونسي خلال المباراة، وعرفت من ابنى أن جميع الجماهير أصبحت تشجع الفرق المنافسة لفرقهم، سواء كانت مصرية أو عربية أو أجنبية، وأن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على مشجعي الأهلي فقط.
بالنسبة لقضىة عدم اختصاص محكمة الأمور المستعجلة فى نظر اتهام دولتي قطر وتركيا بالإرهاب أو برعايته، فقد سبق أن تناولت قضية مماثلة، وأشرت إلى أن القانون يجرم فقط الأشخاص وليس البلدان أو الحركات او الشخصيات الاعتبارية، وطالبت يومها بوقف هذه المهزلة لتبديدها جهد ووقت المحاكم المصرية، ووصف من قاموا برفعها بأنهم يبحثون عن شهرة.
واستبعدت تماما فكرة الكتابة عن بدء العام الدراسي، وأصبحت وجها لوجه مع الموضوعات التي اخترتها من قبل، ما هى القضية التى سأكتب عنها؟، هل أكتب عن كارثة الحجاج أم المانع المائي فى رفح أم براءة السيدة الفاضلة راقصة مصر الأولى صافيناز؟
نظرت في خبر قيام الحكومة المصرية بحفر مانع مائي على الحدود مع غزة، وإغراق الأنفاق بمياه البحر لهدمها، وتذكرت أنه اقتراح سابق وقد تناولته جميع وسائل الإعلام ضمن مقترحات أخرى للقضاء على ظاهرة الأنفاق، وقد أعلنا جميعا موافقتنا عليه هو وغيره لحماية حدودنا من التهريب والإرهاب.
أما كارثة موت المئات من الحجاج فى مشعر منى، فقد استبعدته ليس لعدم أهميته أو خطورته، بل لأن رئيس حزب الوفد أصدر بيانا قال فيه ما كنت سأكتبه، فقد حمل الحكومة السعودية مسئولية الحادث بسبب ضعف وسوء التنظيم، وقد كان رأيه هذا محل تقدير واحترام لتبنى معظم الإعلاميين والكتاب فكرة تحميل من ماتوا مسئولية موتهم، لماذا؟، لأنهم ــ حسب رأى معظم الإعلاميين والكتاب ــ لا يتحلون بالسلوك الحميد.
إذن لم يتبق فى القائمة سوى خبر براءة السيدة الفاضلة راقصة مصر الأولى صافيناز هانم من تهمة إهانة علم مصر، فقد قضت بحمد الله وعونه المحكمة ببراءة الفاضلة، حيث وقر فى قناعة المحكمة عدم قيام السيدة الفاضلة بأفعال ثبت أنها تقصد ـ بقصد أو بجهل ـ إهانة علم مصر، بصراحة سجدت لله شكرا وحمدا لأن بعض المغرضين اتهموها بهذه التهمة البشعة، وانشغلت مصر والبلدان العربية بأخبار هذه الاتهامات، وترقبنا بشغف وقلق ما تسفر عنه المحاكمة، لكن بحمد الله ثبت للعالم أجمع أن السيدة الفاضلة العفيفة الفنانة القديرة راقصة مصر الأولى لم تقم بإهانة علم مصر، وقيل إن دفاعها قال: السيدة الفاضلة رقصت بعلم مصر كتحية له، مثلها كالعشرات من الفنانات اللاتي ارتدين فساتين على هيئة علم مصر، ورقصن بها فى الشوارع، وأن الفاضلة لم ترفض مثل السلفيين وغيرهم الوقوف لعلم مصر.. الحمد لله، فقد كنا على أعصابنا، الحمد الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف