المساء
ايمن عبد الجواد
تقارير شيطانية
مخطئ من يتصور أن الحرب علي مصر انتهت وأن من خططوا لإشعال المنطقة وأنفقوا المليارات لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير ــ أو الجديد ــ قد رفعوا الراية البيضاء واستسلموا للأمر الواقع.
الأسبوع الماضي توقفت أمام تقريرين غريبين نشرتهما الصحافة الغربية في يومين متتاليين أقل ما يمكن وصفهما به انهما يثيران علامات الاستفهام.. التقرير الأول جاء في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ويتضمن وضع مصر في المركز الرابع ضمن قائمة تضم عشر دول معرضة لخطر الإبادة الجماعية وذلك طبقاً لتقرير مركز أمريكي مجهول يدعي "سكيجودت".
وكان يمكن تفهم التقرير وإعتباره تحذيراً حسن النية لو أنه صدر منذ عامين خلال فترة حكم الاخوان عندما كانت شوارع المحروسة عبارة عن ساحات معارك. حينئذ كنا سنرفع القبعة للصحيفة المنحازة طوال الوقت وبصورة سافرة للجماعة الإرهابية.
الغريب والمثير للدهشة ويؤكد أن التقرير المغلوط مقصود لإثارة البلبلة أن المركز إياه وضع مصر في ترتيب متقدم جداً "الرابع" بين الدول المعرضة لهذا الخطر بينما لم يتطرق من قريب أو بعيد إلي دول شقيقة أخري مثل سوريا وليبيا والعراق شهدت مقتل عشرات الآلاف وهجرة الملايين علي مرأي ومسمع من العالم!
التقرير الثاني نشرته صحيفة "صنداي اكسبريس" البريطانية علي موقعها الالكتروني أكدت فيه أن زوال العالم بات وشيكاً. وأن معركة "هرمجدون" المذكورة بالكتب المقدسة وستجري في نهاية الزمان حان وقتها.
هذا اليقين الذي تحدثت به الصحيفة لم يأت مقروناً بتصريح لعلماء الفضاء بأنهم رصدوا كوكباً ضخماً في طريقه للاصطدام بالأرض مثلما قالوا عشرات المرات وفي كل مرة نصدق ونستعد ليوم القيامة المزعوم في سذاجة منقطعة النظير.
الصحيفة استندت إلي مبرر غريب حيث أكدت نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن روسيا بدأت في تسليح قاذفاتها برءوس نووية. وكأن الصحيفة وخبراءها المطلعين اكتشفوا فجأة خطورة السلاح النووي الذي أصبح الآن بحوزة دول كثيرة بعضها ينتمي للعالم الثالث. إلا إذا كانت هناك معلومات سرية لم تفصح عنها الصحيفة حول أسباب نشر السلاح النووي الروسي.
وهل جاءت تلك الخطوة كنوع من استعراض العضلات؟!.. أم أن الاستخبارات الروسية ــ وهي جهاز كبير لا يستهان به ــ تلقي تقارير حول تهديدات وشيكة سواء علي روسيا أو أي من حلفائها مما دفعها إلي تحريك سلاحها الاستراتيجي لتكون مستعدة لكل الاحتمالات؟!
المؤكد أن التوقعات تشير إلي أن العالم علي وشك صدام مسلح من الممكن أن يتطور إلي حرب عالمية سواء ذكرت الصحيفة البريطانية أو لم تذكر. والمؤكد أن منطقة الشرق الأوسط لن تكون بمنأي عما سيحدث. والمؤكد أيضاً أن الحرب علي مصر مازالت مستمرة عبر المنظمات المدنية الأجنبية والصحف الغربية المأجورة باعتبارها من الأدوات الرئيسية في حروب الجيلين الرابع والخامس.
ما جاء في التقريرين ليس تخاريف أو "تسويد مساحات" علي طريقة الصحف الصفراء لدينا. فكل المصائب تبدأ بتقرير شيطاني مشبوه.
تغريدة:
الكلام عن عودة جماهير الكرة إلي المدرجات في ظل ما نعيشه من احتقان وتعصب بمثابة انتحار كروي!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف