الأهرام
مرسى عطا الله
أين مسئولية الدولة؟!
5 - عندما نتحدث عن غياب المسرح الحقيقى، وبالتالى غياب أحد أهم أدوات التأثير فى المزاج الشعبى العام لا يمكن أن نعفى الدولة من مسئولية انسحابها شبه الكامل من هذه الساحة منذ بداية السبعينات لصالح القطاع الخاص الذى يهمه الربح فى المقام الأول.
لقد أصبح الهم والشاغل الأساسى للمنتجين المسرحيين - خصوصا بعد تراجع دور الدولة - هو مجرد الربح وضمان امتلاء مقاعد بأى وسيلة وبصرف النظر عن نوعية النص أو نوعية المشاهد... ومن ثم لم يعد أحد من المنتجين المسرحيين- باستثناء عدد محدود للغاية - يهتم بإعداد عمل أدبى يحمل فى ثناياه فكرة الصراع وتنامى الشخصيات والأحداث التى توفر حوارا يفرز الطاقات الكامنة عند الممثلين ويحرك المشاعر المدفونة فى صدور المشاهدين.
ولأن المسألة باتت بهذه السهولة والبساطة لم يعد غريبا أن نعيش عصرا لا مكان فيه لفرسان الكتابة الأدبية.. وإنما لمن لديهم الاستعداد لكى يبيعوا أفكارا ساذجة تختلف تماما عما نعرفه من قواعد وأصول الفن المسرحي... فالمهم هو تركيبة حوارية تعتمد على القفشات الضاحكة والإيحاءات الغريزية تحت أجواء من الرقص والغناء التى تشيع انبساطا وفرحة تتعمق بوجود نجم له اسم وبطلة تجيد الإغراء!

لابد أن ندرك أن المسرح هو أحد منابر التنوير والتوجيه والتثقيف قبل أن يكون مجرد ساحة للمتعة والفرفشة وغسل الهموم، خصوصا وأن المسرح الجاد والملتزم الذى يؤدى مهمة التنوير والتوجيه والتثقيف لا يلغى أهمية الإمتاع والإضحاك!

إن المسرح فى نظر الدنيا كلها يعتبر أحد أهم أدوات صنع الحضارة وأحد أهم منابر الإعلام الصادقة التى تعكس بدقة وأمانة وموضوعية حجم وطبيعة التطور فى أى مجتمع... والتاريخ يقول لنا إن هناك ارتباطا وثيقا بين ازدهار الحضارة وازدهار المسرح.. وكلما قامت الدولة بدورها كلما انتعش المسرح وازدهرت الحضارة!

خير الكلام:

<< كل شيء يمكن للزمن أن يساعدك على تعويضه عدا لحظات السعادة التى أضعتها بيديك!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف