* توهم يوماً بعض الشباب أنهم مُلاَّك الثورة.. ودُعاة الفكر والإبداع.. بل ظن "المغرورون" منهم.. أن بين أيديهم "صكوك" الوطنية.. يمنحونها لهذا.. ويحجبونها عن ذاك.. طبقاً لرؤيتهم القاصرة. ونظرتهم الضيقة.. وتمادوا في الغطرسة وطالبوا بإقصاء قطاع عريض من الشعب وعزله سياسياً.. وكأنهم نصَّبوا أنفسهم أوصياء علي الأمة.. آراؤهم دستور.. واقتراحاتهم أوامر!!
النتيجة.. أن الثورة لاقت الإخفاق والإخماد.. وضاع حلم الشباب المخلص والوفي في الحياة الإنسانية. والعدالة الاجتماعية.. بعد أن سقط تحت أقدام حفنة من أقرانهم.. تسلموا مقدماً ثمن نشر الفوضي. وإحداث الفتنة.. وسمحوا للإخوان بالانقضاض.. والميل بالثورة نحو طريق الضلال والبهتان!!
كان لابد من التصحيح.. فقد أيقن أبناء البلد المخلصين أن الوطن في سبيله للانهيار تحت قيادة الجماعة ومرشدها.. فقامت ثورة 30 يونيه بإرادة شعبية جارفة.. حماها "خير أجناد الأرض".. وتمكنت من إيقاظ الروح الوطنية.. وأججت مشاعر الولاء والانتماء.. وقامت الدولة من جديد.. بعد أن سارت علي خارطة المستقبل بمنتهي القدرة والاقتدار.
الآن.. والانتخابات البرلمانية تسير علي قدم وساق.. يحاول البعض تكرار المأساة.. ويزعمون أنهم مَن أطلق شرارة الثورة.. ولابد أن ينسب الفضل إليهم.. ويدعون أنهم يمتلكون التوكيل الرسمي لثورة 30 يونيه.. وليس من حق أحد سواهم التحدث باسمها.. أملاً في حصد أصوات الناخبين.. والجلوس تحت قبة البرلمان!!
أبداً.. ليس لأحد فضل في إيقاظ الأمة.. واسترداد هيبتها. ومكانتها.. واستعادة أمنها وزمامها.. سوي الشعب بمختلف فصائله وطبقاته.. وأي تيار.. أو فئة.. أو قوي مهزوزة.. تحاول نيل الشرف زوراً وبهتاناً.. فهي تسعي لإثارة القلاقل.. وإحداث الفرقة. ونشر الفوضي.. وتحاول الافتراء علي حقوق الآخرين.. وسرقة أحلامهم وتطلعاتهم وطموحاتهم!!
إن "روشتة" الوصول إلي البرلمان.. تتلخص في عمل وطني دءوب.. وعطاء بلا حدود.. وسمعة حسنة.. ويد طاهرة.. وإيثار وغيرية.. وانتماء وولاء. ووفاء للوطن والمواطن.. وتجرد تام عن الهوي والغرض.. والمآرب الذاتية.. وقدرات سياسية وعلمية فائقة.. وبرنامج طموح يسهم في دفع عملية الإصلاح والبناء والتنمية.
أما الزعم بالفضل.. والادعاء بإطلاق الشرار.. والافتراء بأنهم المدبرون والأوصياء.. فتلك بجاحة واستخفاف.. تقدم الدليل علي أن غايتهم العضوية والحصانة بأي وسيلة. حتي ولو كانت ملتوية.. كما أن انتساب البعض لعائلات ذات تاريخ تليد في البرلمان.. لا يعطيهم الحق في عضويته. طالما لا يمارس دوراً في خدمة الوطن.. وليدرك كل منهم أنه لن ينضم إلي برلمان المستقبل.. إلا بالقدرات الشخصية.. والفكر الرصين. والرأي الرشيد.. وبالانحياز للعدل والحق.. وقبل هذا وذاك.. بصوت المواطن.. الذي يذهب دوماً.. لمن يشعر بآلامه.. ويعيش معاناته.. ويجسد أبسط آماله.