احمد الشامى
زيارة "الرئيس" إلي نيويورك .. المغزي والهدف
جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي نيويورك أخيرا في الوقت المناسب. وعقب أيام فقط من زيارته التاريخية لسنغافورة والصين وأندونيسيا وتشكيل وزارة جديدة. إذ شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السبعين. ليقدم رؤي مصر في القضايا التي تشغل الرأي العام في الداخل والخارج. خلال الفترة المقبلة. مؤكداً أن مصر تتصدي لأخطر فكر متطرف يتخذ من الدين ستاراً لجرائمه التي لا تتوقف في العالم. وتدفع الثمن من دماء أبنائها حرصاً منها علي استكمال خارطة المستقبل. وتالياً إقامة تنمية مستدامة. لكل المصريين خصوصاً بعد الانتهاء من حلم تنفيذ قناة السويس الجديدة خلال عام واحد. والتي ستكون منصة انطلاق بنية الاستثمار والتجارة في العالم. ولم تكن كلمة الرئيس أمام الجمعية العامة هي المغزي من الزيارة. بل كانت هناك أهداف كُثر جاء في مقدمتها اللقاءات الكثيرة التي عقدها مع زعماء العالم شرقه وغربه. لمناقشة القضايا الخطيرة التي تهدد منطقة الشرق الأوسط وعلي رأسها الملفات السورية والعراقية واليمنية. التي لا يمكن التوصل إلي حلول لها بمعزل عن القضية الفلسطينية.
ولم يكن اعتراف الولايات المتحدة والغرب بأنه لا يمكنهما حل القضية السورية بعيداً عن رؤية الرئيس السيسي مفاجأة. لأن مصر الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحملت الكثير في مواجهة الإرهاب في وقت هربت غالبية الدول وتركت ساحة القتال خالية أمامه للانتشار. ولذلك كان من الصعب أن تترك هذه الملفات في يد هاتين القوتين. خصوصاً أن التقارب بين القاهرة وموسكو كشف عن عدم رغبة أمريكا وحلفائها في التوصل إلي حل للأزمة السورية. وكان لقاء الرئيس مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. يوكيا أمانو. رسالة جديدة إلي الجميع. تفيد بأن مصر ماضية في طريقها لتحقيق حلمها عبر بناء محطة الطاقة النووية السلمية في الضبعة. ولن يوقفها أحد لتحقيق المشروع. كما ناقش مع المديرالتنفيذي للمنتدي الاقتصادي العالمي. كلاوس شواب. ما تحقق من تقدم اقتصادي في المجالات كلها. وهو ما دفع "شواب" إلي تهنئة الرئيس السيسي علي التقدم الذي تحرزه مصر اقتصادياً. وتالياً فإن تصنيفها سيتقدم في التقرير المقبل للتنافسية الدولية. كما بحثا الفرص الاستثمارية المتميزة. ومن بينها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس.
ويبدو أن مصر تحصد ثمن دعمها التاريخي للقضية الفلسطينية. اتهامات من إسماعيل هنية. نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. الذي زعم أن القاهرة تشدد من حصارها علي قطاع غزة عبر شق قناة مائية علي حدودها في منطقة رفح قائلاً: لكل من يحاصر غزة ويتآمر عليها. أوقفوا هذا المشروع".. ولما كان هنية "إخواني" من قمة رأسه حتي إخمص قدميه. وحريص علي توغل الإرهاب في سيناء. ناسياً أن وطننا حرر هذه الأرض الطاهرة بدماء أبنائه النبلاء من أبطال القوات المسلحة. ولذا لن نتركها لهنية وغيره من الإرهابيين يمرحون فيها. وهنا أسأله: هل مصر الآن تتآمر علي غزة. وهي التي ضحت بآلاف الشباب من خيرة جنودها لتكون لفلسطين "سلطة" تتحدث باسمها. وشعب مُحرر؟!.. هل نسيت أن حماس أول من حفر الأنفاق لتهريب السلاح والإرهابيين لمصر.. بينما خصصت أنت هيئة لإدارتها. كانت بمثابة وزارة لتوزيع الأرباح عليك وأعوانك من عائد الاتجار في دماء المصريين. الذي يسقطون شهداء للعمليات الإرهابية بعد كل صفقة تهريب سلاح ومتفجرات إلي وطننا؟!.. ولذا كان عليك يا هنية أن توقف تهريب القتلة إلي بلدنا. لا أن تتهمنا بمحاصرة غزة. فأنت آخر من يتكلم عن مصلحة الشعب الفلسطيني.
وأقول لكم: إن الرئيس عبدالفتاح السيسي. حريص علي استغلال كل الفرص لتحقيق التنمية لشعبه. وهو ما دفع إلي السفر إلي نيويورك. فالمغزي لم يكن السفر في حد ذاته. بل الأهداف التي حققها الرئيس من خلال هذه اللقاءات مع زعماء العالم. فالتفاهم المصري الروسي. دفع الأخيرة إلي الجهر بتدخلها عسكرياً في سوريا لحل هذه الأزمة التي أدي تفاقمها إلي تزايد الإرهاب في الشرق الأوسط والعالم كله. والهجرة غير الشرعية لأوروبا وأمريكا. لكنهما أصبحا في حاجة لأي حل ينقذهما من تدفق هؤلاء الغرباء. لكن الحلول الصعبة لا تأتي إلا من الدولة الكبيرة. فكانت القاهرة ملاذاً لإنهاء الكثير من هذه المشكلات. لأن مصر اعتادت عدم الهروب من ميادين القتال مثل غيرها من دول تزعم أنها عظمي. وهذا نهج الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ عرفناه. وهو اقتحام الأزمات وإيجاد حلول لها مهما كانت التضحيات. وهو الذي أكد أن رجال القوات المسلحة سيحملون بلدهم فوق أكتافهم. ولن يتركوها لقمة سائغة للإرهاب. ولذا استحق لقب "رجل المهام الصعبة".